تتمتع الإدارة العامة، في معرض ممارستها لمهامها، بالعديد من الامتيازات منها السلطة التقديرية، و التي تشكل روح الإدارة العامة و جوهرها، حيث تقتضي فاعلية الجهاز الإداري منح الإدارة هذه السلطة بغية مراعاة الظروف المتباينة و المتغيرة وصولاً لتحقيق الصالح العام. و يسلك المشرع حين يمنح الإدارة سلطة معينة أحد أسلوبين: فيه إما أن يحدد الشروط و الضوابط التي ينبغي على الإدارة إتباعها عند مباشرة اختصاصاتها، فتكون سلطتها في هذه الحالة مقيدة، و يكون عمليا مقصورًا على تطبيق القانون على الحالات التي تستوفي شروط هذا التطبيق. أو أن يترك للإدارة حرية التصرف لتقرر بمحض إرادتها، فيكون لها سلطة تقدير زمن و كيفية و ملائمة مزاولة اختصاصاتها و مباشرة صلاحياتها دون قيود.
و تبدو أهمية التمييز فيما إذا كانت سلطة الإدارة مقيدة أو أنها تتمتع بسلطة تقديرية،بالنسبة لأركان القرار الإداري، باعتباره الوسيلة الأهم التي تستخدمه الإدارة عند ممارستها لاختصاصاتها، فتكون سلطة الإدارة مقيدة بخصوص ركني الاختصاص و الشكل. أما فيما
يتعلق بأركان السبب و الموضوع و الغاية، فتلك تمثل الحقل الخصب للسلطة التقديرية.
و كي لا تتحول السلطة التقديرية إلى عمل سيء يهدد حقوق الأفراد و حرياتهم، فقد توسعت رقابة القضاء الإداري على نطاق الملائمة في اتخاذ القرارات الإدارية، من خلال اعتماده نظريات متطورة تمثلت في نظريتي الخطأ البين و الموازنة بين المنافع والأضرار.
No English abstract
Artificial intelligence review:
Research summary
تناقش الورقة البحثية للدكتور محمد رسول العموري مفهوم السلطة التقديرية للإدارة والاختصاص المقيد، وتبرز أهمية التمييز بينهما في سياق القرارات الإدارية. توضح الورقة أن السلطة التقديرية تمنح الإدارة العامة حرية التصرف في اتخاذ القرارات بما يتناسب مع الظروف المتغيرة، بينما يكون الاختصاص المقيد عندما تلتزم الإدارة بتطبيق القانون بشكل صارم دون حرية في التقدير. تستعرض الورقة أركان القرار الإداري وتوضح أن السلطة التقديرية تتعلق بأركان السبب والموضوع والغاية، بينما يكون الاختصاص والشكل مقيدين. كما تتناول الورقة دور القضاء الإداري في مراقبة القرارات الإدارية لضمان عدم تحول السلطة التقديرية إلى تعسف يهدد حقوق الأفراد. تعتمد الورقة على تحليل نظري ومقارن بين القوانين والأنظمة في فرنسا، مصر، سوريا، ولبنان، وتقدم توصيات لتعزيز الرقابة القضائية على السلطة التقديرية للإدارة.
Critical review
تعد الورقة البحثية للدكتور محمد رسول العموري مساهمة قيمة في فهم السلطة التقديرية والاختصاص المقيد في الإدارة العامة. ومع ذلك، يمكن الإشارة إلى بعض النقاط التي قد تحتاج إلى مزيد من التوضيح أو التوسع. أولاً، قد يكون من المفيد تقديم أمثلة عملية أكثر من الواقع السوري لتوضيح كيفية تطبيق السلطة التقديرية والاختصاص المقيد في السياقات المختلفة. ثانياً، يمكن تعزيز النقاش حول دور القضاء الإداري بمزيد من الحالات القضائية التي توضح كيفية تفاعل القضاء مع القرارات الإدارية. ثالثاً، قد يكون من المفيد تقديم تحليل نقدي للتحديات التي تواجه تطبيق السلطة التقديرية في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة. أخيراً، يمكن أن تكون الورقة أكثر شمولاً إذا تناولت تأثير العوامل الثقافية والسياسية على ممارسة السلطة التقديرية في الإدارة العامة.
Questions related to the research
-
ما هو الفرق بين السلطة التقديرية والاختصاص المقيد في الإدارة العامة؟
السلطة التقديرية تمنح الإدارة حرية التصرف في اتخاذ القرارات بما يتناسب مع الظروف المتغيرة، بينما يكون الاختصاص المقيد عندما تلتزم الإدارة بتطبيق القانون بشكل صارم دون حرية في التقدير.
-
ما هي أركان القرار الإداري التي تتعلق بها السلطة التقديرية؟
السلطة التقديرية تتعلق بأركان السبب والموضوع والغاية في القرار الإداري.
-
كيف يساهم القضاء الإداري في مراقبة السلطة التقديرية للإدارة؟
القضاء الإداري يراقب القرارات الإدارية لضمان عدم تحول السلطة التقديرية إلى تعسف يهدد حقوق الأفراد، ويعتمد على نظريات مثل الخطأ البين والموازنة بين المنافع والأضرار.
-
ما هي التوصيات التي تقدمها الورقة لتعزيز الرقابة على السلطة التقديرية للإدارة؟
توصي الورقة بتعزيز الرقابة القضائية على السلطة التقديرية للإدارة من خلال تبني نظريات متطورة مثل الخطأ البين والموازنة بين المنافع والأضرار، وتقديم نصوص قانونية واضحة تمنح مساحة تقديرية لصاحب الاختصاص.
References used
مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية و القانونية
القانون رقم 50 لعام 2004 . النظام الأساسي للعاملين في الدولة
- J.Michand, etudes sur le pouvoirdiscretionnaire de L’administration 1914 Tome
تتناول هذه الدراسة التعريف بالسلطة التقديرية التي تتمتَّع بها الإدارة في أثناء ممارستها للنشاط الإداري، و بيان عناصر التقدير في القرار الإداري، و هما عنصرا السبب و المحل، و كذلك بيان النظريات و المبادئ العامة التي أقرها القضاء الإداري في رقابته على ت
The public administrationenjoys in the exercise of its functions exhibition, many of
the privileges which the discretionary power, which constitutes the spirit and essence of
public administration, where the effectiveness of the administrative syst
مصادر الاختصاص متعددة و لا تنحصر بمصدر واحد و هو التشريع و إنما يوجد مصادر أخرى للاختصاص تكمن في القضاء و هي تسمى بالمصادر المباشرة علما بأن التشريع قد يسمح بممارسة الاختصاص من قبل شخص غير الذي عينه المشرع و هذه المصادر تسمى بالمصادر غير المباشرة لممارسة الاختصاصات الوظيفية.
تهدف هذه الدراسة على الإجابة على السؤال:
كيف يمكن للموازنة التقديرية أن تساهم في عملية صنع القرار في المؤسسة الاقتصادية بشكل عام؟
The focus of this paper is to address the problems concerning the subject-matter
jurisdiction of the Special Tribunal for Lebanon (STL). It discusses the ratione
subjecate materiae of the international tribunals, and tribunals of international
cha