نشأ النظام العربي في الأصل مؤسسًا على واقع الدولة القطرية. فقد تكونت جامعة الدول العربية في عام 1945 من سبع دول عربية مستقلة، و أوجد ميثاقها نماذج للتفاعل بينها لا تتجاوز هذا الواقع القطري و إن لم تحل دون تخطيه لمن شاء، و استمرت هذه الصيغة مع توالي ا
ستقلال البلدان العربية و انضمامها للجامعة.
و قد كانت واقعة الاستقلال القطري بحد ذاتها نقطة انطلاق لتكريس واقع الدولة القطرية بحكم مصالح النخب الحاكمة و سعيها إلى ترسيخ أوضاعها استنادًا إلى شرعيات "وطنية"، و تغذية النوازع "الوطنية" القطرية أحيانًا على حساب القومية.
و قد تعامل الفكر القومي العربي مع هذه الظاهرة، على الأقل وفق بعض تياراته الأصيلة، تعاملا سليمًا يجمع بين الواقعية و المثالية، فقد اعترف بالواقع القطري و إن لم ير فيه عائقًا أمام تحقيق الوحدة العربية.
تعتمد الحركة الصهيونية لضمان بقائها و استمرار كيانها المصطنع ( إسرائيل ) على
أساسها العنصري، القائم على الانغلاق العنصري، و التفوق العنصري، و التمييز
العنصري .
و الدافع للانغلاق العنصري لدى اليهود يرجع إلى عامل مهم، هو اعتقادهم التام
بالتفوق العن
صري . و التفوق العنصري لدى اليهودية و الصهيونية يرجع إلى الكتب
المقدسة لديهم، و التي زوروها و ملؤوها بأحلامهم، و بنصوص تتفق و أهواءهم، فهم
يعدون أنفسهم شعب الله المختار، و كل ماعداهم من البشر أدنى منهم درجات . و قد
تأثر اليهود منذ القرون الأولى للميلاد بهذا الزعم، مما حدا بهم إلى العزلة عن غير
اليهود في كل أنحاء العالم .