احتلت المرأة من الشعر صدوره و أعجُزَه , تغنى بها الشعراء و افتنوا في وصفها , حتى أخذت من الشعر جزءاً غير يسير. و لعل الريشة الراسمة لهذه الملامح التي شكَّلت وجه القصيدة – في أي عصر من العصور – هي ريشة أوجدها ذلك العصر, فرضتْ على القصيدة الألوان و الخ
طوط لتخرجها مطابِقَةً لحالة المجتمع السائدة. فالمرأة في الشعر الجاهلي صورة جميلة يزين بها الشعراء مطالع قصائدهم و علاقتهم بها تتخذ طابع التكريم و التقدير مرة، و التبذل و المجون أخرى، فهي ليست المرأة في الشعر الأموي أو العباسي, فلا المكانة التي تتبوؤها هي نفسها , و لا حالتها في مجتمعها هي ذاتها .. و إن كانت تفرض حضورها على الشعر , فإنها تفرضه بالشكل الذي يختاره لها عصرها و يختاره الشاعر نفسه لها. و بالنظر إلى وضع المرأة في عصر بني العباس , و أي أثر كانت تتركه, و أي فساد كانت غارقة في وحله, تتباين آراء الشعراء حولها, فلم تعد المرأة تقتصر على تلك الممدوحة الجميلة و التي تشبه القمر في الضياء و الشمس في الإشراق, بل تعدَّته كل التعدي. فلن نعجب كثيرا إن خَلَتْ قصيدة من القصائد من ذكرها الذِّكر الحسن الذي يُجِلُّها و يرفعها مكانة سامية, و لن نعجب أبداً إن صار ذكرها مرافقاً للَّهو و الشرب و الانحلال الأخلاقي , لتصبح المرأة – في الغالب - هي الغواية و الفساد متشكِّلة في قينة فاسقةٍ أو جاريةٍ لعوب , أو راهبةٍ من راهبات الأديرة.
قامت الدراسة على متابعة آراء بعض الباحثين المعاصرين، ثم اِستُعرِضتْ نماذج من مواقف النقاد القدماء؛ و هي قسمان: القسم الأول: و قد تضمن اتجاهين مختلفين من النصوص، أحدهما ما اتكأ عليه الباحثون المعاصرون في محاولة إثبات تهمة التعصب على قدامى النقاد. و ثا
نيهما عرض نصوصاً نقدية متعددة لكل ناقد من قدامى النقاد تبين مواقفهم النقدية الإيجابية من الشعر المحدث. القسم
الثاني: يشمل نصوصاً نقدية تمثل آراء النقاد من نهاية القرن الثاني الهجري إلى نهاية معالجة قضية التجديد في الشعر العباسي.
يهدف البحث إلى تقديم دراسة تاريخية عن الخرمية، تعريفها، تأثرها بالمزدكية، و أصل بابك الخرمي، كما سيناقش البحث الاتفاقيات التي عقدها بابك مع سكان المناطق القريبة من منطقة حركته، كالأرمن و الأكراد و الديالمة و العرب، بالإضافة إلى أن البحث سيناقش العلاق
ة بين بابك الخرمي و الدولة البيزنطية، و سيبين أنّه هل بالفعل قدّ أباطرة بيزنطة المساعدة لبابك لقناعتهم بمثل هذه الحركات أم للنيل من الخلفاء العباسيين؟ و هل بيزنطة ستقف موقفاً إيجابياً من حركات مماثلة إن قامت على أرضيها؟ و ما ىو مصير بقايا الخرمية بعد مقتل بابك؟ و ما تأثير هذه المعارك على النظام السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي في المنطقة التي قامت فيها الحركة؟.
شاركت المرأةُ الرجلَ – في العصر العباسي – في الحياة الثقافية، فكانت
شاعرة و ناثرة يشار إليها بالبنان.
و قد برعت طائفة من النساء في قول الشعر من خلال موضوعاته المختلفة،
كالغزل، و الزهد، و الرثاء، و المديح، و الهجاء، و كن من الحرائر و الجواري.
و أث
بتت المرأة – كذلك – مكانتها المعرفية في ميدان النثر، و برعت في
موضوعين رئيسين، هما: أدب المراسلات الشخصية، و أدب التوقيعات.
كانت مشاركة المرأة العباسية استجابة للثقافة الواسعة آنذاك، و تلبية لنداء
الحضارة المنفتحة على ألوان المعارف، و التمازج الثقافي آنذاك؛ مما يشير إلى
القدرة العقلية، و النشاط الفكري، و الدور الرائد الذي اضطلعت به المرأة، فكان
بيانها مشرقاً، و أدبها جميلاً إلى حد كبير.
لم تعرف مكة قبل الإسلام الحكومة المنظمة، و كانت تدير شؤونها من قبل كبار
التجار، و ممثلي كبار الأسر القرشية، و دعي هؤلاء ((بالملأ))، و كان هؤلاء يعقدون
اجتماعاتهم في (( دار الندوة )). أما قراراتي التي كانت تتخذ فلم يكن لها صفة الإلزام.
و مع قيام دو
لة الإسلام لم يحدث تغيير جوهري عما كان سائدا في مكة، ذلك أن
الرسول لم يمارس أية سلطات في هذه المدينة، و بعد الهجرة إلى المدينة نجح النبي
في إرساء القواعد لحكم الأمة الجديدة التي أقامها، و لم يأت بنظرية للحكم ذات
أسس ثابتة، و لكنه أتى بنظرية الشورى.