يسهم هذا البحث في إلقاء الضوء على الحياة الثقافية و الفكرية في دمشق في
أواخر الحكم العثماني، و يسعى إلى إبراز البعد التاريخي لمدينة دمشق التي تعد من أهم مراكز الإشعاع الثقافي في المشرق العربي، كما يتناول أهمية أدوات المعرفة الجماهيرية كالطباعة و الص
حافة و المكتبات، و دورها في ازدهار الحياة الثقافية و الحفاظ على التراث الثقافي في دمشق.
شاركت المرأةُ الرجلَ – في العصر العباسي – في الحياة الثقافية، فكانت
شاعرة و ناثرة يشار إليها بالبنان.
و قد برعت طائفة من النساء في قول الشعر من خلال موضوعاته المختلفة،
كالغزل، و الزهد، و الرثاء، و المديح، و الهجاء، و كن من الحرائر و الجواري.
و أث
بتت المرأة – كذلك – مكانتها المعرفية في ميدان النثر، و برعت في
موضوعين رئيسين، هما: أدب المراسلات الشخصية، و أدب التوقيعات.
كانت مشاركة المرأة العباسية استجابة للثقافة الواسعة آنذاك، و تلبية لنداء
الحضارة المنفتحة على ألوان المعارف، و التمازج الثقافي آنذاك؛ مما يشير إلى
القدرة العقلية، و النشاط الفكري، و الدور الرائد الذي اضطلعت به المرأة، فكان
بيانها مشرقاً، و أدبها جميلاً إلى حد كبير.
يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على الحياة الثقافية و الفكرية في القدس (زهرة المدائن)، في العصر العثماني و يبرز البعد التاريخي المكاني و الزماني لأولى القبلتين كي تبقى حاضرة في الذهن العربي، و ليتعرف الجيل الجديد تاريخه الحضاري العريق و كنوزه الثقافية
و إسهاماته في الحضارة العربية و الإسلامية، كما يود البحث إبراز أهمية أدوات المعرفة الجماهيرية كالتربية و التعليم و الطباعة و الصحافة و المكتبات في رفد الحياة الثقافية و الحفاظ على التراث الحضاري المقدسي.