لم تعرف مكة قبل الإسلام الحكومة المنظمة، و كانت تدير شؤونها من قبل كبار
التجار، و ممثلي كبار الأسر القرشية، و دعي هؤلاء ((بالملأ))، و كان هؤلاء يعقدون
اجتماعاتهم في (( دار الندوة )). أما قراراتي التي كانت تتخذ فلم يكن لها صفة الإلزام.
و مع قيام دو
لة الإسلام لم يحدث تغيير جوهري عما كان سائدا في مكة، ذلك أن
الرسول لم يمارس أية سلطات في هذه المدينة، و بعد الهجرة إلى المدينة نجح النبي
في إرساء القواعد لحكم الأمة الجديدة التي أقامها، و لم يأت بنظرية للحكم ذات
أسس ثابتة، و لكنه أتى بنظرية الشورى.