تعد الضريبة وسيلة مالية تستخدمها السلطات العامة لتحقيق أغراضها، فهـي انعكـاس
للأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية في المجتمع الذي تفـرض عليـه، و هـي
الينابيع التي تستقي منها الدولة الأموال اللازمة لسد نفقاتها العامة.
لقد تغيرت أهدافها بتغير الظروف المحيطة بها، و إن كان من المؤكد أن هـذه الأهـداف
متعددة و متشعبة. فمن الناحية التاريخية كان للضريبة إلى بداية هذا القرن هدف وحيـد
و هو الهدف المالي، و من ثَم استخدمتها السلطات العامة للحصول على الإيـرادات لسـد
النفقات العامة، و كان على الإيرادات الضريبية في ذلك الوقت أن تبقى في حدها الأدنـى،
حتى أن المفهوم التقليدي للضريبة اعتمد على الفكرة القائلة: "الضريبة شر لابـد منـه"،
و من ثَم نادى هؤلاء بضرورة بقاء الضريبة على الحياد فلا تستخدم لأغراض اقتصـادية
أو اجتماعية أو سياسية. غير أن مبدأ حياد الضريبة اختفى شيئاً فشيئاً و حل محله مبدأ
الضريبة التدخلية، حيث أصبح للضريبة أهداف اجتماعية و اقتصادية و سياسية بالإضـافة
إلى أهدافها المالية.
لم يصل المكلّف بالضريبة إلى التجرد من أنانيته بصورة كاملة بحيث ينظر إلى الالتـزام
بدفع الضريبة على أنه واجب مقدس، لذا فإنه من الطبيعي أن نتوقع من جانب المكلّفـين
بدفع الضريبة رد الفعل الذي يأخذ صورة الدفاع عن مصـالحهم، و ذلـك إمـا بتفـادي
الضريبة كّلياً أو على الأقل بالتقليل من نطاق الاقتطاع الضريبي المفروض عليهم، و مـن
هنا نشأت ظاهرة "التّهرب الضريبي" أو الإفلات من الضريبة.
No English abstract
المراجع المستخدمة
مجلة جامعة دمشق في العلوم الإنسانية، المجّلد ١٢ ، العدد ١٩٩٦
مجلة المحاسب القانوني العربي، العدد ٥٩ ، كانون أول ١٩٩٠ – عمان – الأردن.
المجلة العلمية، كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر، العدد الأول، ١٩٩٠