ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تتناول الدراسة الشاهد في النقد القديم الذي شكل جزءا له أهميته في الدراسات النقدية وقضاياه المختلفة من حيث توظيفه ودوره في تكوين الآراء والأحكام ومناقشتها
يقوم هذا البحث على دراسة العلاقة بين القياس و القاعدة النحوية؛ إذ يعد القياس أحد أصول النحو العربي و أركانه في مرحلة التقعيد و بناء الأحكام، و قد انقسم العلماء فيه بين مؤيد و رافض، و كان النحاة أكثر ميلاً إلى القياس من الرواة؛ لأن بحوثهم تقوم على الت شابه الموجود بين الألفاظ و العبارات و الأساليب المستعملة في الكلام الذي رواه الرواة مما سمع عن العرب، فاتخذوا هذا التشابه أساساً بنوا عليه قواعد قياسهم و أصوله، و اهتموا به و عنوا بتبيان أركانه، و إيضاح أنواعه. و قد أدخل أصحاب القياس كثيراً من الكلمات الأجنبية التي عربت في أثناء الفتوحات الإسلامية، و اشتقوا من هذه الكلمات ألفاظاً جديدة على نحو ما يشتقون من الألفاظ العربية المشابهة تبعاً لما تسمح به قواعد القياس فيها. و قد بالغ بعض النحاة في قياسهم حتى غدا بعيداً عن واقع اللغة، و صار ضرباً من الأحاجي و الألغاز، مما أدى إلى النفور من القياس، تبعه نفور من النحو، إذ أصبح القياس هدفاً بذاته، فابتعد عن التقعيد الذي كان غايته الرئيسة، و صار يتجلى بتقعيد الكلام القائم على الفطرة.
القواعد قوانين مستنبطة من كلام العرب الذين لم تفسد سلائقهم، و الشاهد يمثل روح القاعدة، إذ يضفي عليها الحياة و المتعة و الأصالة، و الكلام العربي الذي يستشهد به هو القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف و ما أُثر من كلام العرب شعراً و نثراً منذ الجاهلية حتى نهاية عصر الاحتجاج. و مصطلح الشاهد مصطلح عربي أصيل ظهر نتيجة خوف العرب على لغتهم من اللحن، و يعد القرآن الكريم الأصل الأول للاستشهاد، فهو الدعامة التي ترتكز عليها مصادر الاستشهاد الأخرى. يحاول هذا البحث دراسة العلاقة بين القاعدة النحوية و الشواهد، و إظهار دوافع الاستشهاد و طرقه و أركانه و مصادره، و الوقوف عند بعض مرادفاته كالاحتجاج و الاستدلال و التمثيل.
لعل من أهم الأسباب التي دفعت المولدين لوضع الأشعار و دسها على الأئمة نصرة رأي ذهب إليه، أو توجيه كلمة ما. و قد جاء العلماء فاحتجوا ببعض هذه الأشعار ظنًا منهم أنها للعرب. فإلى أي مدى احتج بعض النحاة بالشاهد المصنوع، و ما أثر ذلك في الانتصار لرأي م عين، أو دحض آخر لضعف في الشاهد. و قد عالج البحث بعض الشواهد المصنوعة، وتناولها من جهتين. الأولى الأبيات التي يمكن الاحتجاج بها، و الثانية الأبيات التي أسقط العلماء الاحتجاج بها.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا