ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يحاول هذا البحث الكشف عن جماليات الشام في شعر بدوي الجبل. فلم تكن الشام في نفسه مكاناً جغرافياً فحسب، بل كانت عاصمة للمجد العربي في الماضي و هي كذلك في الحاضر. لقد ولجت مجالات وظيفية جديدة، فهو يتحدث عنها "الشام الأموية" بصورة "ملحمية" و يقدمها نموذ جاً إيجابياً يرقى للمثال الذي يحّفز و يلهم و يقود، و كانت ضرباً من الرؤية الفنية التي لم تفقد طاقتها التأثيرية – على كثرة تكرار الحديث عنها - فظل إشعاعها متقداً يفتح أمام روحه منافذ البوح. و ذلك بسبب دقة إحساس الشاعر برؤيته الإبداعية "للشام" و صدقه في التماس ماتوحي به. فاستهلك في عشقها قاموس الحب و الحنين، و كثف في وصفها شذى ياسمينها الفواح، فسجدت قوافيه أمام جلالها، و حنى هامة الشعر تبجيلاً لتاريخها الذي يحمل خصوصية قومية ماتزال جذوتها متقدة على مر الزمان.
لأرض الشام والقدس مكانة خاصة و مميزٌة لدى العلماء و الشعراء و الكّتاب الإيرانيين بدءًا من القرن الثالث إلی القرن العاشر للهجرة و حتی ما بعده، فتلك البقعة من الأرض تتمتع بقداسة خاصة كونها أرض الأنبياء و مهد الرسالات السماوية، و لهذا كانت موئلأ و مك انًا لإقامة العديد من علماء الدين و الأدباء ردحًا من الزمن، کما تمنى الكثير من العلماء و الأدباء الآخرين السفر إلی تلك الديار، و قد تمكن العديد منهم من تحقيق رغبته تلك، و منهم: سعدي الشيرازي و مولانا جلالالدين الرومي و ناصرخسرو القبادياني.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا