ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تُشكِّلُ معرفةُ الحركات في اللغة العبرية إحدى أهم العوائق التي يعاني منها دارسو اللغة العبرية؛ و ذلك بسبب تشعُّبِهَا قياساً بنظيراتها في اللغة العربية، و قد عملتُ، جاهداً، في بحثي هذا على تقريبها، قدْر المستطاع إلى ذهن المتلقي العربي، و ذلك من خلال ا لمقارنة بينها و بين نظيراتها في اللغة العربية، و قد تبيَّن لنا من خلال البحث أنَّ أغلب الحركات العبرية لها ما يماثلها في اللغة العربية، غير أنَّ اللغويين العرب لم يخصِّصوا حركةً مستقلةً للإمالة أو الضم المفتوح أو الكسر المُمَال،... كما فعل اللغويون العبريون، الأمر الذي يوحي للدارس، غير المتعمق، بأنَّ عددَ رموزِ الحركات العبرية أكثر من العربية.
النون " صوت أصيل في اللغتين العبرية و العربية ؛ بل تدُّل الدراسات اللغوية المقارنة على أصالته في جميع اللغات السامية أيضاً. و نظراً لأهمية " النون " في البنية الصوتية للكلمة العربية فقد أفردت له كُتُبُ القراءات القرآنية فصولاً درست فيه أحكامه. لكنَّ أهمية هذا الصوت في بنية الكلمة لم تتوقف عند الناحية الصوتية و حسب؛ إذ وجدنا أنَّ له أثراً هاماً في بنية الكلمة الصرفية و النحوية أيضاً في كلٍّ من اللغتين: العبرية و العربية. و بناءً على ذلك جاء بحثنا هذا يكشفُ النقابَ عن أهمية هذا الصوت و دوره في البناء اللغوي للكلمة في هاتين اللغتين، و قد استعنَّا في تحقيق هذا الهدف بالمنهج اللغوي المقارن.
يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على التغيُّرات التي تصيب الكلمة في اللغة العبرية عندما تضاف إليها اللواحق، إذ تبيَّن لنا أنَّ إضافة هذه اللواحق يؤثِّرُ في تغيُّر الوزن، و تغيُّر ترتيب الأصوات، و حذفها و نقلها، و ردِّها إلى أصولها أحياناً، كما أنَّ إضا فة اللواحق له دور في تغيُّر المعنى. و قد تمَّ ذلك كلُّه بالمقارنة مع اللغة العربية، حتى تكون الفائدة أعمَّ و أشملَ؛ لأنَّ اللغتين العبرية و العربية تنتميان إلى أسرة لغوية واحدة.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا