يعد التشجيع على التوبة من الأساليب الحديثة التي لجأت إليها التشريعات العقابية المعاصرة، كإستراتيجية خاصة لمواجهة الجريمة الإرهابية، بعد أن أثبتت التجربة أن المواجهة الفعالة للإرهاب لا تكون بالقمع و العقاب فحسب، بل بالتشجيع و المكافأة أيضاً.
تقوم الس
ياسة العقابية للتوبة على إغراء الإرهابيين بميزات الإعفاء من العقاب و تخفيفه، كمقابل للسلوك المضاد للعمل الإرهابي الذي يتجسد عادةً بأي فعل يحاول فيه الجاني إنهاء الوضع المادي للجريمة الإرهابية، أو يبدي فيه استعداداً للتعاون مع سلطات العدالة في كشف غموضها على صعيد إجراءات البحث و الإثبات.
حققت سياسة التوبة انتصاراً حقيقاً على الإرهاب في العديد من دول العالم، انعكس في صورة انخفاض واضح في حدة الأعمال الإرهابية و تزايد في أعداد الإرهابيين الراغبين في التعاون مع العدالة؛ الأمر الذي شجع العديد من التشريعات العقابية على تبني هذه السياسة ضمن خطتها المتبعة في مكافحة الإرهاب.
موضوع الدراسة هو محاولة تسليط الضوء على أهم جوانب التطبيق المقارنة و آلياته للتشجيع على التوبة في مجال مكافحة الإرهاب.