شهد القرن الماضي تطوراً كبيراً في جميع المجالات, فقد أخذت خدمات الرعاية الصحية تتطور باستمرار و من ضمنها التثقيف الصحي باعتباره حجر الزاوية في الوقاية من الأمراض و يبدأ من مراكز الرعاية الصحية الأولية المسؤولة عن ضمان توفير التوعية الصحية ليس فقط للم
رضى و عائلاتهم و إنما أيضاً للمجتمع بأسره, و حتى يحقق التثقيف الصحي في المراكز الصحية غايته المنشودة لا بد من دعمه باستخدام وسائل التثقيف الصحي الملائمة التي تسهم إسهاماً فعالاً في رفع مستوى العملية التثقيفية و زيادة كفاءتها, فالاستخدام الأمثل لوسائل التثقيف بوساطة الشخص الكفء سوف يساعد هذا الشخص على أداء عمله بكفاءة عالية و جودة فائقة, و كذلك فإن الوسائل التثقيفية تساعد على تقديم المعلومة الصحية بأسلوب مشوق و تستطيع أن تخلق جواً من التفاعل و العمل الجماعي بين مقدم المعلومة و المستفيد.
بالرغم من أهمية استخدام وسائل التثقيف الصحي في عملية التثقيف الصحي, إلا أنه هناك قلة في الدراسات الأجنبية و العربية و لا يوجد دراسات في سوريا تعنى بهذا الجانب الهام من عملية التثقيف الصحي, لذلك هدفت هذه الدراسة إلى تقييم مدى استخدام وسائل التثقيف الصحي في مراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة اللاذقية من قبل كافة أفراد الكادر التمريضي العامل في تلك المراكز حيث أن كل عنصر تمريضي مقدم للرعاية الصحية يلعب دوره كمثقف صحي أثناء تقديم الخدمات الصحية.
أجريت الدراسة في مراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة اللاذقية, حيث تكونت العينة من 220 عنصر تمريضي مقدم للرعاية الصحية الأولية موزعين على 12 مركز صحي. و كانت أهم النتائج أن مقدمي الرعاية الصحية يستخدمون الوسائل التثقيفية المتاحة لهم في المركز, و لكن هناك نقص ملحوظ في توافر الوسائل التثقيفية السمعية و السمعية البصرية و الحسية, كما أن مقدمي الرعاية الصحية يدركون أهمية استخدام الوسائل التثقيفية في عملية تقديم المعلومة الصحية و أهميتها للمستفيد و لكن هناك العديد من الصعوبات التي تواجههم حيال ذلك.