الفرد ركيزة المجتمع الأساسية، فإذا كان سليما تمكن من المساهمة في تنمية المجتمع الذي ينتمي إليه، تلك الحقيقة استوعبتها مجتمعات الدول المتقدمة جيدا مما جعلها تهتم بتوفير الرعاية الصحية للفرد و التي لم تقتصر على النواحي العضوية فقط و انما شملت النواحي ا
لنفسية التي أصبحت تمثل الجانب الأكبر أهمية في صحة الفرد بسبب التزايد المضطر في أعداد المرضى النفسيين الذي تزامن مع التقدم التكنولوجي و الحضاري، مما أدى إلى تغيير في مفهوم الرعاية الصحية النفسية عما كان سابقا، كما أدى إلى تغييرات في الأساليب الخاصة بالرعاية و العلاج للمرضى النفسيين، و هو ما يتبعه تغيرات في المفاهيم الخاصة بالمكان الذي يقدم هذه الرعاية الصحية، و بالتالي فان المفهوم الحديث لمباني الرعاية الصحية للمرضى النفسيين يجب أن يراعي الدور الهام الذي تقوم به تلك المباني في علاج هؤلاء المرضى، فلم تعد تلك المباني خزانات مملوءة بالمرضى المعزولين عن المجتمع، و إنما أصبحت أشبه بالكائنات الحية التي تتفاعل معهم، فهي تؤثر فيهم بنفس القدر التي تتأثر بهم و بسلوكياتهم.
الاستدامة و مباني الرعاية الصحية يمثلان موضوعين غاية في الأهمية حيث يحتويان على العديد من المواضيع غاية في التركيب و التعقيد، فالاستدامة مصطلح و فكر يرمي إلى تحقيق التوافق و التناغم بين احتياجات الإنسان و معطيات البيئة المحيطة و حسن توظيفها مع مراعاة
الثوابت و المتغيرات الجغرافية و المناخية و الاقتصادية و التطور التكنولوجي ، بينما نجد انه في ظل مفاهيم العصر التكنولوجي و العولمة فقد ركز
التصميم الشائع للمشافي على الجانب الوظيفي الذي يتعامل كليا مع المشفى كمكان للعلاج بمفهومه التقليدي مما خلق مشكلة تتجلى في التعارض بين التصميم الوظيفي العلاجي و الذي يتطلب تحكما صارما في البيئة الداخلية في كثير من فراغات المشفى مثل غرف العمليات ...الخ بينما تحتاج غرف المرضى إلى شروط بيئية أكثر إنسانية و تفاعلا مع البيئة الخارجية ، من هذا المزيج خرجت فكرة المشافي الخضراء التي تهدف
إلى دمج فكرة العلاج و الشفاء في آن معا ضمن تركيب المشفى الجديد .
يتناول البحث تطور تقنية النانو و تأثيرها على العمارة، بالإضافة الى العديد من المفاهيم المتعلقة بمجال النانو؛ و ما أتاحته من خصائص متقدمة لنظم الإنشاء و خامات البناء المتنوعة سواء كانت الخرسانة أو الفولاذ
أو الخشب و مواد الإكساء المختلفة التي أثرت عل
ى الشكل المعماري للمبنى، كما ساعدت
في زيادة كفاءة المباني، التي أضافت أبعاداً جديدة للمصمم المعماري مكنته من تجسيد
أفكاره و التعبير عنها بشكل كامل، مما أدى الى الوصول لتشكيلات معمارية متناهية في
الروعة و التعقيد، كان من المستحيل الوصول اليها دون تقنية النانو فقد قدمت حمولاً بيئية
جديدة ساعدت على استدامة المبنى و الموقع و قللت من التكلفة الاقتصادية.
يهدف البحث لدراسة مدى تأثر هذه التيارات بأنماط التعبير المختلفة وفق المبادئ الخاصة لكل
نمط من الأنماط المذكورة سابقاً, من خلال دراسة عملية لنموذجين مختلفين في
المكان؛ و متأثرين بأنماط تعبيرية مختلفة وفق نسب متفاوتة, إلا أنهما متشابهان
من حيث نوع المبنى و الفترة الزمنية.
زادت قوة التعبير العضوي وزاد اهتمام المعماريين بنمط التعبير العضوي و بالتقنيات
الحديثة, التي ترتقي بشكل و تكوين المبنى. و تم دراسة ثلاثة نماذج يتحقق فيها
التعبير العضوي إما بالتعبير عن الكائن الحي أو مسايرة خطوط الطبيعة او
الاندماج مع الطبيعة, للو
صول لنتائج متعلقة بمدى تأثير تطبيق التكنولوجيا على
شكل المبنى التعبيري العضوي.