يحدد هذا البحث فرضه العلمي، و رؤيته النقدية، فيرى أن الشعراء لا يصورون العالم الخارجي كما هو، بل يصورون علاقتهم به، و موقفهم منه، و لذلك يضيفون إلى هذا العالم عناصر عاطفية و عقلية و خيالية و فنية. و يطبق هذه الرؤية لاختبار فرضه العلمي (عدم تصوير العا
لم الخارجي كما هو...) على موضوع "القطا" في نماذج من شعر صدر الإسلام و العصر الأموي، فيعرض هذه النماذج و يحللها في ثلاثة سياقات:
1- سياق الحب و الغزل. 2- سياق الرحلة. 3- سياق الصيد.
و قد أظهر البحث صحة فرضه العلمي المذكور، و تبين من تحليل النصوص
الشعرية أن الشعراء وظفوا "القطا" فنيًا للتعبير عن أحاسيسهم و مشاعرهم، و تصورهم للكون و نواميسه. و بذلك كانت طيور "القطا" التي أحسنوا تصوير أطراف واسعة من حياتها وسيلة فنية للتعبير عن ذواتهم و رؤاهم و تصوراتهم.
يحاول هذا البحث الكشف عن جماليات الشام في شعر بدوي الجبل. فلم تكن الشام في نفسه مكاناً جغرافياً فحسب، بل كانت عاصمة للمجد العربي في الماضي و هي كذلك في الحاضر.
لقد ولجت مجالات وظيفية جديدة، فهو يتحدث عنها "الشام الأموية" بصورة "ملحمية" و يقدمها نموذ
جاً إيجابياً يرقى للمثال الذي يحّفز و يلهم و يقود، و كانت ضرباً من الرؤية الفنية التي لم تفقد طاقتها التأثيرية – على كثرة تكرار الحديث عنها - فظل إشعاعها متقداً يفتح أمام روحه منافذ البوح.
و ذلك بسبب دقة إحساس الشاعر برؤيته الإبداعية "للشام" و صدقه في التماس ماتوحي به. فاستهلك في عشقها قاموس الحب و الحنين، و كثف في وصفها شذى ياسمينها الفواح، فسجدت قوافيه أمام جلالها، و حنى هامة الشعر تبجيلاً لتاريخها الذي يحمل خصوصية قومية ماتزال جذوتها متقدة على مر الزمان.
أدب الطباع هو أدب الملامح النفسية و الصفات الإنسانية المركوزة في النفس
البشرية.
إنه الأدب الذي يصور ما طبع عليه المرء من كرم أو بخل، من شجاعة و جرأة
و إقدام، أو جبن و غدر و لؤم. يصور الحسد و الشماتة و البغض، و يعرض الغباء
و الغرور و السفاهة و الح
لم، و كذلك للكذب و الحمق و الفجور، و العفة و الوقار.
و ذلك من أجل إضاءة جوانب النفس الإنسانية بلا إهانة أو تجريح، و لإثارة المرح
و الضحك و الابتسام.
يحاول هذا البحث رصد مفهوم «النموذج » و تطوره في شعر الطبقة الإسـلامية
الأولى من طبقات ابن سلام الجمحي، فيحدد أولاً مفهوم «النموذج» في الشعر الجاهلي
عامة، و في شعر المديح خاصة. ثم يتتبع هذا المفهوم و تطوره في صدر الإسلام و يبين
أن هذا التطور نجم عن تغير منظومة القيم، و اتصال المدح بأحداث الحياة.