ُنفَذت الدراسة في ثلاثة مواقع حراجية مختلفة الشروط البيئية بسورية شملت موقع جبل النبي متى
بطرطوس، و موقع تحريج ضهر القصير بحمص، و موقع عين جرون بإدلب بهدف تحديد أثر تغير كل من
الحرارة و الأمطار و التربة في إنتاجية شجرة الصنوبر الثمري من لب البذور.
أظهرت النتائج أن إنتاجيـة
الشجرة من لب البذور بلغ 3.236 ،و 8.252 ، و 143 غراماً في هذه الواقع، على التوالي و بلغت إنتاجيـة
الهكتار من لب البذور 177 ، و 3.162 ، و 98.86 كغ/هـ، على التوالي، و تبين أن الغلة البذريـة تتعلـق
بنوعية الترب، فالتربة المتجانسة الحامضية (ضهر القصير) و الرمليـة الحامـضية الغنيـة بالفوسـفور
و الفقيرة بالكالسيوم (جبل النبي متى) هي الأنسب وسطاً لنمو الصنوبر الثمري و إنتاجيته. و أما المناخ فإن
الشجرة لا تعطي غلات وفيرة إلا في الطوابق البيومناخية الرطبة و الرطبة جداً كما فـي مـوقعي ضـهر
القصير و جبل النبي متى حيث تتأثر الغلة الوفيرة بطول مدة الجفاف، و من الممكـن أن تعطـي الـشجرة
إنتاجية بذرية في الطابق البيومناخي شبه الرطب (عين جرون) و لكن بغلات غير وفيرة.
تقسم سلسلة جبال لبنان الشرقية إلى ثلاثة أجزاء رئيسة هي جبال الحرمون في الجنوب، و جبال
الزبداني في الوسط و جبال القلمون في الشمال، و قد تركز هذا البحث حول جبال القلمون و نظرًا لأهميتها البيئية و الحيوية، فهي تشكل مرحلة انتقالية بين الجبال المتوسطية ا
لنموذجية، و البادية السورية.
تركزت أهداف البحث حول التعرف على الغطاء النباتي، و تسمية الطوابق النبتية حسب الارتفاع،
و دراسة مناخية مقارنة، إضافة إلى التعريف بالتربة، و جيولوجية كل نطاق و طبوغرافيته كما تم التأكيد
على أهمية المحافظة على بقايا تجمعات اللزاب، و الغطاء النباتي، و الأنواع النباتية في المنطقة، و إمكان
إعادة تشجيرها.
جمعت بذور الصنوبر الثمري Pinus Pinea L من موقعي الكسيبية في محافظة حلب، و البستان
الحراجي في منطقة مصياف بمحافظة حماه على ارتفاع ٢٠٠ و ٨٠٠ م عن سطح البحر على التوالي،
حيث يتصفان بظروف بيئية مختلفة و ذلك بهدف تحديد المعاملة المثلى لكسر طور السكون ال
غلافي لهذه
البذور قبل زراعتها و ضمان إنباتها بصور متجانسة. عوملت ٦٠٠ بذرة مجموعة من كل موقع بست
معاملات مختلفة شملت: المعاملة الميكانيكية، النقع بالماء المغلي، المعاملة بحمض الكبريت التجاري
لمدة ٤٥ ،٣٠ ،١٥ دقيقة، و النقع بالماء العادي لمدة ٢٤ ساعة.