نعرض في هذه المحاضرة بعض المقارنات بين أصول التفسير وعلوم أخرى قريبة منه بدرجة من درجات التقارب. مثل علم أصول التفسير وعلوم القرآن.
علم أصول التفسير وعلم أصول الفقه.
علم أصول التفسير وقانون التأويل
أصول التفسير والهرمنيوطيقا
من المسائل المهمة في البحث العلمي مسألة البحث في تاريخ العلوم, والذي نلحظه أن اهمال البحث في تاريخ بعض العلوم الإسلامية جعل تاريخها محاطا بشيء من الغموض. وربما وقع خلل في مفهوم هذا العلم وفي تصور بعض المسائل التي يتضمنها والحكم عليها.
والمتأمل معظم
العلوم الإسلامية يجد أن جذورها بدأت منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم تطورت شيئا فشيئا حتى اكتملت في مسائلها الخاصة بها والمصنفات اعتنت بها.
والعلوم الإسلامية تختلف في نشاتها فمنها ما نشأ مبكرا ومنها ما تأخر قليلا, ومنها ما تأخر التصنيف فيه إلى القرن الخامس وما بعده. وهذا التأخر لا يؤثر في هذا العلم مادامت مسائله تطبق من قبل العلماء. وإن تأخر جمعها في باب واحد,
وأصول التفسير من العلوم التي تأخر التصنيف فيها مقارنة بالعلوم الإسلامية الأخرى. بيد ان مسائله ومباحثه تفرقت في مقدمات بعض المفسرين لتفاسيرهم وفي كتب علوم القرآن وكتب اللغة, وأصول الفقه. وغيرها من المصادر. بل ان جذور هذا العلم بدأت منذ عصر النبي صل الله عليه وسلم.
جاءت الشريعة الإسلامية خاتمة الشرائع الإلهية السابقة وناسخة لها ، لذا فقد ضمن الله لها البقاء فحفظها من كل تحريف ، وأكملها وصانها من كل نقص ، وأتمها على عباده المؤمنين ، ورضيها حاكمة بين الخلق في كل صغير وكبير وحقير وقطمير، قال الله تعالى {إِنَّا نَح
ْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9] ، وقال { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [سورة المائدة : 3] ، وقال {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [سورة الأنعام : 38] ، ومن هذا الحفظ والإتمام والرضا أن شرع الله لعباده الكفارات لمن أخطأ في دنياه بارتكاب محظور أو بالتهاون في مأمور ، فجاء تشريع الكفارات في القرآن والسنة وإجماع الأمة ، وذلك لتكون تأديبا لمن أخطأ ، وزجرا له وللناس عن الفعل المذموم ، وأيضا لتكون تكفيرا لذنبه ، وليعتريها أمرا متعديا وهو استفادة المحتاج من المسلمين كعتق رقبة مؤمنة أو إطعام نفر من المساكين أو كسوتهم أو صيام أيام أو أشهر لتهذيب نفس المذنب .. .
ولأهمية هذا الباب وهو الكفارات ، ولحاجة الناس الشديدة إليه كانت كتابة هذا البحث ، بعنوان (الكفارات في آيات القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة) وحاولت فيه تبيين أنواع الكفارات في القرآن وفقهها من خلال آيات القرآن والكتب الكاشفة لمعانيه ، ومن خلال كتب الفقهاء والأئمة المعتبرين كالأئمة الأربعة وغيرهم ممن كان على نهج أهل السنة والجماعة وشهد له القاصي والداني بذلك .
وفيما يتعلق بموضوع هذا البحث (الكفارات في آيات القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة) لقد عمدت هذه الدراسة إلى تتبع الكفارات وبيانها ، وتسليط الأضواء الكاشفة عليها من خلال تلمسها في الآيات القرآنية ، بهدف إبراز محاسن التشريع ، وبيان أسراره وحكمه ، وذلك تصويرا لواقع الكفارات ، وبيانا لأهميتها في حياة الفرد المسلم ، حيث تكتسب أهميتها العظيمة من الكتاب ، والسنة ، والإجماع .
نظرا لحاجة الناس إلى بيان معاني القرآن الكريم فقد جاءت قواعد التفسير لرسم المنهج العلمي في التعامل مع النص القرآني وأقوال المفسرين مستنبطة من النصوص الشرعية وتطبيقات المفسرين. واشتملت هذه الدراسة على تأصيل مفهوم قواعد التفسير لفك التشابك مع غيره من ا
لعلوم كعلوم القرآن وأصول التفسير وإزالة الإشكاليات الواردة فيه وفق الأطر العلمية، وبيان العلاقة بين أفراد مفهوم (قواعد التفسير) والربط بينهما، وبيان أن مستثنيات القواعد لا يقدح في كلية القواعد، ومعرفة نشاة هذا المصطلح وبيان علاقته بغيره وان هذا العلم هو جزء من علوم القرآن الذي يعد جزء من علم التفسير, وأن أصول التفسير هو علم رديف لقواعد التفسير وفق المعايير التاريخية واللغوية وغيره.
المجاز هو تقليد للحقيقة بصورة فنيٌة، فالحقيقة تكون مطابقة للواقع و المجاز لا يخالف
الحقيقة لكن مطابقته للواقع تكون فنيٌة ممٌا يجعل علاقاته أبلغ و أكثر إيجازا من حيث
الدٌلالات و المشاعر الٌتي تموج بها الصٌورة المجازيٌة و من هنا تكون أهمٌيٌة المجاز ف
ي
كونوه مظهرا من مظاهر الإيجاز في البلاغة فقد تناولنا في بحثنا هذا ذكر المجاز
و علاقاته في الإيجاز اللغوي الٌتي لا تنحصر في حدود البلاغة بل تتعدٌاها إلى نواح
أخرى من اللغة من خلال خلق معان جديدة و فيض شعورمي و تشريع الرٌبط بين كلمات لا
يمكن ربطها في الحقيقة.
يتناول البحث ظاهرة نزع الخافض دراسةً نظريةً تطبيقيةً من خلال شواهد النحاة للوصول إلى تأثيل هذه الظاهرة و ضبط قواعدها نطقاً و استخداماً، فظهرت من خلال آراءِ النُّحاةِ المتناثرةِ في كتبهم دونَ تخصيصها ببحثٍ مستقلٍّ رغبةً منَّا في الكشف عن أنماطها الترك
يبية داخلَ السِّياقِ اللغوي، و ضبطِ صورِها و تحديدِ مكوناتها، و ربَّما يكون ذلك اختصاراً أو تضميناً في أساليبهم الفصيحة. فقد تجسَّدَت في الواقع العلمي للغةِ، للكشف عن أنماطها التركيبية داخل السياق اللغوي و تحليل مكوناتها، فقد اختلف النُّحاةُ فيها، و بحثوا عن أسبابها و دواعيها، و منها كثرة الاستعمال، و التخفيف، و هو المستحب عند العرب في الحذف، و الإيجاز، و الشروط الواجب توافرها عند نزع الخافض، من أمنٍ للبس، و عدم الإخلال، أو الفساد في المعنى، وذلك على وفق منظور النَّحوِ العربيِّ.
تعدُّ السيرة النبوية من أقدم المؤلفات في التراث العربي الإسلامي المدوّن, و هي تكتسب أهميتها التاريخية بوصفها أسفاراً توثّق لحياة النبي الكريم محمد ( ص ) من جهة, و تنبئ عن ملامح الفكر العربي في بدايات مرحلة التأليف و الكتابة المنهجية من جهة أخرى.
و ي
سعى البحث إلى تأصيل مصطلح السيرة النبوية, مناقشاً أسباب التأليف فيها, و مصادرها, و إرهاصاتها, ثم يقف البحث على أوّلية التأليف في السيرة النبوية من خلال دراسة الكتب التي خلّفها الروّاد في هذا المجال, مستكشفاً مناهج التأليف في خمسة نماذج منها, سعياً للوصول إلى نتائج تجلو دور هؤلاء الرواد في تثبيت ركائز التأليف المنهجي, و تطوّره, و دوره في التأسيس للكتابة في فنون التأليف الأخرى.
يتناول هذا البحث الحديث عن أحد الأصول النحوية التي اعتمد عليها النحاة في
تقعيد اللغة العربية، و هو دون شك أصل لا يمكن إغفال أهميته البالغة في الوصول إلى
استقرار قواعد اللغة انطلاقاً من قيمته الكبيرة التي نُقلت عن العرب.
إذ يتناول هذا البحث الحديث
عن هذا الأصل عند علماء القرن العاشر الهجري،
و تحديداً عند ابن كمال باشا في كتابه أسرار النحو، فيتحدث عن القرآن الكريم و قراءاته،
و الحديث الشريف، و المسموع من كلام العرب شعرًا و نثرًا.
و يحاول هذا البحث تسليط الضوء على منهج ابن كمال باشا في ذلك، و تعميم هذا
المنهج على سائر علماء القرن العاشر الهجري.
يتوجه هذا البحث للحديث عن قطع التعليل، فالمعهود في التوابع: (الصفة، البدل، العطف، التوكيد، عطف البيان) أن تجري وفق متبوعها في أحكام الإعراب و في ارتباط المعاني فيما بينها، و لكن إذا ذكرت صفات المدح أو الذم و خولف في بعضها الإعراب لغرض معنوي أو بلاغي
أو للفت الانتباه... يسمى ذلك قطعاً، و لهذا الأمر دلالة بلاغية لزيادة الاهتمام بالأمر.
غير أن المتكلم البليغ قد يعدل عن هذا الارتباط بين التوابع لغرض معنوي، فقد يقوم بالقطع بعد أساليب معينة كالنفي، و الأمر و النهي، و التمني، و الترجي، و الدعاء، و العرض، و الاستفهام و الجزاء.... و هذا كلّهُ لأغراض معنوية يستخدمها المتكلم البليغ في هذه الأساليب، و لذا عملت على إظهار ذلك و بيان أن القطع لا يقع بعد التوابع المعروفة: (الصفة، البدل، العطف، التوكيد، عطف البيان) فقط بل يمكن أن يقع في أساليب أخرى لا يدركها إلا المتبحرون بعلوم اللغة و البلاغة.
تعدّدت ظواهر الرّسم العثماني، فمنها: الحذف، و الزّيادة، و البدل، و الهمز، و الفصل،
و الوصل, و قد اخترت من تلك الظواهر ظاهرة الريادة, و الغاية من هذا البحث الوقوف عند ظاهرة زيادة الألف في الرسم القرآني, و تحديد أصولها و ضوابطها, و الإجابة عن كثير من
التساؤلات المتعلقة بها, و كشف اللثام عن خفايا و أحكام هذه الظاهرة, مع بيان أن وراء هذا الرسم قواعد و فوائد لا يمكن تجاهلها أو الإعراض عنها.