ملخص البحث
تتبوأ الأبقار المرتبة الأولى في إنتاج الحليب بين الحيوانات الزراعية، حيث تنتج حوالي 58.4% من إجمالي إنتاج الحليب. نظراً لأن غدة الضرع هي العضو الأكثر أهمية لإنتاج الحليب، فإنها تكتسب أهمية خاصة في مجال تربية الأبقار الحلوب للحفاظ على مستوى عالٍ من إنتاج الحليب وبمواصفات نوعية جيدة. تتعرض الأبقار الحلوب لمشكلة الإصابة بالتهاب الضرع السريري وتحت السريري، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة نظراً لانخفاض إنتاج الحليب وتدني محتواه من الدهن والبروتين والسكر، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المعالجة الدوائية واستبعاد الأبقار المصابة من القطيع بوقت مبكر. تركز الهدف من هذه الدراسة على مجموعة من النقاط ذات الأهمية العملية في مجال تربية الأبقار الحلوب وهي: دراسة مقابيس الضرع ومواصفاته بالعلاقة مع إنتاج الحليب ومحتواه من المواد الصلبة (دهن، بروتين، سكر اللاكتوز) وإمكانية إجراء الانتخاب والتحسين الوراثي لمواصفات الضرع وحالة مقاومة الأبقار الحلوب لمرض التهاب الضرع. دراسة تأثير مستوى الناقلية الكهربائية للحليب كمؤشر لصحة الضرع ومدى العلاقة بين الناقلية الكهربائية وإنتاج الحليب ومكوناته الصلبة. دراسة تأثير عدد الخلايا الجسمية في الحليب من أجل الحكم على صحة الضرع وتقييم حالة الإصابة وتأثير ذلك في إنتاج الحليب ومكوناته. دراسة العلاقة بين محتوى الحليب من الكلور ومستوى الناقلية الكهربائية. الوقوف على أهم المسببات المرضية التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الضرع في مبقرة دير الزور. دراسة العلاقة بين دلائل صحة الضرع واعتماد الطريقة المناسبة في التطبيق العملي. نفذت هذه الدراسة على 156 بقرة من سلالة فريزيان المتواجدة ضمن القطيع الإنتاجي في مبقرة دير الزور والتي تتبع نظام التربية المغلقة في الحظائر مع وجود مسارح ومظلات شمسية. وتم اختيار أفراد العينة بشكل عشوائي بحيث جرى ضم الأبقار الوالدة حديثاً إلى التجربة. قسمت الأبقار إلى أربع مجموعات تبعاً لموسم الحلابة وتوزعت على المواسم من الأول وحتى الرابع. أجريت قياسات الضرع قبل موعد أخذ القراءة الأولى للحليب (كونترول الحلابة) بـ 15 يوماً وتم تحديد كلا من طول الضرع، عرض الضرع، ارتفاع الضرع عن سطح الأرض، طول الحلمة، قطر الحلمة، والمسافة بين الحلمات. كما أخذت عينات من الحليب من الأبقار كافة بمعدل مرة واحدة شهرياً وعلى مدار فصل الحلابة /305/ أيام بحيث وصل عدد العينات إلى /6240/ عينة أجري عليها قياس الناقلية الكهربائية وتحديد عدد الخلايا الجسمية وتركيز الكلور والاختبارات الجرثومية وتقدير محتوى الحليب من المكونات الصلبة (دهن، بروتين، سكر). وتم إجراء كافة الاختبارات المذكورة في مخبر الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بدمشق. قسمت الناقلية الكهربائية إلى عدة مستويات (< 0.2، 0.2 - 6.2، 6.2 - 7.2، > 7.2 ميلي سيمنز/سم) كما قسمت الأبقار تبعاً لعدد الخلايا الجسمية إلى أربع فئات (< 100، 100 - 200، 200 - 300، > 300 ألف خلية/مل حليب) وأخذت الأرقام اللوغارتمية بدلاً من الطبيعية في التحليل الإحصائي. كما تم اعتماد الحد الفيزيولوجي لعدد الخلايا الجسمية عند 200 ألف خلية/مل والحد الفيزيولوجي للناقلية الكهربائية بالمستوى 6.2 ميلي سيمنز/سم كما أشارت إلى ذلك بعض المراجع العلمية. أجريت الاختبارات الجرثومية باستخدام المستنبتات الجرثومية الانتقائية لكل من العنقوديات، الإشريكية القولونية، والعقديات. حللت النتائج إحصائياً باستخدام برنامج SPSS لتحديد معنوية التفاعل بين العوامل المدروسة كما حسبت معاملات الارتباط المظهرية لقياسات الضرع ودلائل صحته والمؤشرات الإنتاجية. من خلال هذه الدراسة تم الوصول إلى النتائج التالية: بلغ متوسط إنتاج الحليب في الأبقار المدروسة /4792/ كغ خلال موسم حلابة /305/ أيام وبنسبة 3.52% دهن و4.41% بروتين و4.15% لاكتوز وهذه الإنتاجية تتناسب مع متوسط الإنتاج العالمي للحليب ومكوناته في سلالة فريزيان. لوحظت زيادة في مقاييس الضرع مع تناقص في ارتفاع الضرع عن سطح الأرض عند تقدم الأبقار بالعمر وكانت متوسطات مقاييس الحلمات دون القيم المثالية. أظهرت معاملات الارتباط المظهرية بين كمية الحليب ونسبة مكوناته الصلبة المختلفة علاقة سلبية بينما كانت هذه العلاقة إيجابية بين كمية الإنتاج من الحليب ومحتواه من المواد الصلبة. بلغت قيمة معاملات الارتباط بين مقاييس الضرع من -0.44 إلى 0.74 في الموسم الأول، ومن -0.35 إلى 0.87 في الموسم الثاني، ومن -0.28 إلى 0.83 في الموسم الثالث، ومن -0.23 إلى 0.85 في الموسم الرابع. بلغت قيمة المكافئ الوراثي لصفة مقاومة الضرع للإصابة في أبقار العينة المدروسة 0.06 وارتفعت عن ذلك قليلاً، إذ وصلت إلى 0.10 لصفة عدد الخلايا الجسمية و0.18 لصفة الناقلية الكهربائية و0.12 لتركيز الكلور في الحليب. أظهرت القيمة التربوية للآباء إمكانية الانتخاب لتحسين صفة مقاومة الإصابة بالتهاب الضرع، إذ حققت الآباء ذات القيمة التربوية المنخفضة لدلائل صحة الضرع أفضل النتائج. لوحظ ارتفاعاً في مستوى الناقلية الكهربائية في حليب الأبقار بعد الولادة مباشرة ثم انخفاضاً حتى الشهر الرابع من فصل الحلابة الذي مثل أدنى مستوى لها ثم تبدأ بالارتفاع التدريجي حتى نهاية فصل الحلابة. يؤثر مستوى الناقلية الكهربائية المرتفع، والذي يتجاوز الحدود الفيزيولوجية (> 6.2 ميلي سيمنز/سم) في إنتاج الحليب ومكوناته الصلبة بشكل سلبي، إذ يتناقص إنتاج الحليب ونسبة الدهن والبروتين والسكر معنوياً وفي المواسم كافة. تتباين أرباع الضرع في مستوى الناقلية الكهربائية وسجلت الأرباع الخلفية ارتفاعاً واضحاً في مستوى الناقلية الكهربائية بالمقارنة مع الأرباع الأمامية. بلغ المتوسط العام لعدد الخلايا الجسمية في أبقار العينة المدروسة 176 ألف خلية/مل حليب وتزايد متوسط عدد الخلايا الجسمية مع تقدم الأبقار بالعمر حتى الموسم الرابع. لوحظ تشابهاً في مسار منحنى عدد الخلايا الجسمية مع الناقلية الكهربائية في الحليب، إذ كان عدد الخلايا الجسمية في بداية فصل الحلابة مرتفعاً ثم انخفض إلى أدنى مستوى له في شهر الحلابة الرابع ليعاود الارتفاع مجدداً حتى نهاية فصل الحلابة. تراجع في إنتاج الحليب مقداره 835 كغ/موسم/بقرة وانخفاض في نسبة الدهن بمعدل 0.22% والبروتين 0.35% واللاكتوز 0.50% مما يدل على تأثير حالة الإصابة بالتهاب الضرع تحت السريري في إنتاج الحليب ومحتواه من المواد الصلبة. سجلت الأرباع الخلفية ارتفاعاً في عدد الخلايا الجسمية بالمقارنة مع الأرباع الأمامية وكانت الفروق معنوية في كافة المواسم. تعود معظم حالات الإصابة بالتهاب الضرع السريري في أبقار العينة المدروسة إلى الجراثيم العنقودية بنسبة 48%، والجراثيم العقدية بنسبة 42%، والجراثيم الإشريكية القولونية بنسبة 10%. دلت معاملات الارتباط على وجود علاقة إيجابية معنوية بين دلائل صحة الضرع (الناقلية الكهربائية، عدد الخلايا الجسمية، تركيز الكلور في الحليب، عدد المستعمرات الجرثومية) وبنفس الوقت ارتبطت هذه الدلائل بعلاقات سلبية ومعنوية مع كمية الإنتاج من الحليب ونسبة الدهن والبروتين واللاكتوز. بناءً على هذه النتائج، يمكن الاستنتاج أن صحة الضرع تلعب دوراً كبيراً في تحديد كمية وجودة الحليب المنتج، وأن هناك حاجة ملحة لاعتماد برامج انتخابية تهدف إلى تحسين مقاومة الأبقار لالتهاب الضرع، بالإضافة إلى ضرورة اتباع إجراءات وقائية وعلاجية فعالة للحفاظ على صحة الضرع وضمان إنتاج حليب عالي الجودة.
قراءة نقدية
دراسة نقدية: تعتبر هذه الدراسة من الدراسات الهامة في مجال تربية الأبقار الحلوب، حيث تقدم معلومات شاملة حول تأثير التهاب الضرع على إنتاجية وجودة الحليب. ومع ذلك، هناك بعض النقاط التي يمكن تحسينها. أولاً، كان من الأفضل تقديم معلومات أكثر تفصيلاً حول العوامل البيئية التي قد تؤثر على نتائج الدراسة، مثل درجة الحرارة والرطوبة وظروف الحظائر. ثانياً، يمكن تحسين منهجية التحليل الإحصائي من خلال استخدام نماذج أكثر تعقيداً تأخذ في الاعتبار التفاعلات بين العوامل المختلفة. ثالثاً، كان من الممكن توسيع نطاق الدراسة ليشمل سلالات أخرى من الأبقار لمقارنة النتائج وتعميمها بشكل أفضل. وأخيراً، يجب التركيز على تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية أكثر فعالية لمكافحة التهاب الضرع بناءً على نتائج الدراسة.
أسئلة حول البحث
-
ما هو الهدف الرئيسي من هذه الدراسة؟
الهدف الرئيسي من الدراسة هو دراسة تأثير التهاب الضرع على إنتاجية وجودة الحليب في أبقار الفريزيان، وتحديد العوامل المؤثرة في صحة الضرع وإمكانية تحسين مقاومة الأبقار لالتهاب الضرع من خلال الانتخاب الوراثي.
-
ما هي العوامل التي تم دراستها في هذه البحث؟
تم دراسة عدة عوامل تشمل مقاييس الضرع، مستوى الناقلية الكهربائية للحليب، عدد الخلايا الجسمية في الحليب، محتوى الحليب من الكلور، وأهم المسببات المرضية التي تؤدي إلى التهاب الضرع.
-
ما هي النتائج الرئيسية التي توصلت إليها الدراسة؟
توصلت الدراسة إلى أن التهاب الضرع يؤثر سلباً على إنتاجية وجودة الحليب، حيث يؤدي إلى انخفاض كمية الحليب ونسبة الدهن والبروتين واللاكتوز. كما أظهرت الدراسة وجود علاقة إيجابية بين الناقلية الكهربائية وعدد الخلايا الجسمية وتركيز الكلور في الحليب.
-
ما هي التوصيات التي قدمتها الدراسة لتحسين صحة الضرع؟
أوصت الدراسة بإجراء الانتخاب الوراثي لتحسين مقاومة الأبقار لالتهاب الضرع، والاهتمام بالنظافة في الحظائر وتعقيم أدوات الحلابة، ومتابعة الأبقار التي يشك بوجود حالة التهاب الضرع تحت السريري لديها للحيلولة دون تطور المرض إلى الحالة السريرية.