اشترك بالحزمة الذهبية واحصل على وصول غير محدود شمرا أكاديميا
تسجيل مستخدم جديد
تتضمن الافتراضات الأساسية للنظرية البنائية أن بنية النظام الدولي هي بنية اجتماعية تتضمن مجموعة من القيم والقواعد والقوانين، وأن العالم هو عملية دائمة من البناء الناتج عن التفاعل بين الفاعلين والبنية. كما ترفض البنائية الافتراضات الوضعية بوجود قوانين حتمية تحكم الظاهرة الاجتماعية والسياسية بعيدًا عن إرادة الفاعل.
تساهم النظرية البنائية في الجدل الراهن من خلال تقديم جسر بين النظريات الوضعية والنقدية. فهي تأخذ من الوضعية اهتمامها بالدولة كفاعل أساسي والمصلحة الوطنية والأمن القومي، ومن النقدية التركيز على الهوية والأفكار والقيم. بذلك، تقدم البنائية رؤية متكاملة تجمع بين العوامل المادية والاجتماعية في تحليل العلاقات الدولية.
تلعب الهوية دورًا مهمًا في النظرية البنائية، حيث تساعد على تحديد المصلحة الوطنية للفاعل وتشكيل سلوكه. يعتقد البنائيون أن الهوية تمنح الفاعل دورًا في العلاقات الدولية، وأنها تتحدد من خلال التفاعل الاجتماعي بين الفاعلين والبنية. كما أن تغيير الهوية يتطلب تغييرات كبيرة في العلاقات الاجتماعية.
تختلف النظرية البنائية عن النظريات الوضعية في أنها تركز على العوامل الاجتماعية والثقافية والمعرفية بدلاً من العوامل المادية فقط. بينما تركز النظريات الوضعية على القوة والمصلحة الوطنية كعوامل حتمية في سلوك الدول، ترى البنائية أن هذه العوامل تتشكل من خلال التفاعل الاجتماعي بين الفاعلين والبنية. بذلك، تقدم البنائية رؤية أكثر شمولية تأخذ في الاعتبار تأثير الهوية والقيم والأفكار.