هدف هذا البحث إلى دراسة التراكيب الثابتة التي تنتمي إلى الذاكرة اللغوية
و تحفظ فيها، و تُسَتدعى عند الحاجة إليها، و هي استعمالات لغوية لا يمكن إنتاجها إبداعياً، لأنها لا تتبع النظام اللغوي العام المجرد أو الكفاية اللغوية. و لما كان هذا الموضوع واسعا
ً، فقد اختارت الدراسة باب المفاعيل و عملت على حصر أنماطه،
و دراستها، و قد كشفت هذه الدراسة عن أن إخضاع هذه التراكيب التي تشبه المثل إلى باب المفاعيل قد أدى إلى أنواع كثيرة من التأويل و التقدير.
و قد وجدت الدراسة أن أغنى أبواب المفاعيل بهذه الظاهرة كان باب المفعول
به و باب المفعول الطلق. و حاولت الدراسة تقديم تفسير لهذا الأمر متبعة المنهج
التحليلي.
تخضع اللغة العربية كغيرها من اللغات الحية لقانون التطور الذي يفترض أن يطـال
المجالات اللغوية جميعها، التركيبية منها و الصرفية و الصوتية و المعجمية و الدلالية. يتناول
هذا البحث أحد مظاهر التطور النظمي للغة العربية الفصحى، ألا و هو تركيـب المبنـي
حيث يكون الفاعل الحقيقي معلوماً.