تهدف الدراسة إلى الكشف عن البعد الحجاجي ، و آلية تكونه في النص الشعري ، و عن
القوانين التداولية التي تحكم ذهن المبدًع ، و تلقي بظلالها على أدبه ، و كذلك تبين أثرً
السياق النفسي ، و الاجتماعي ، و الثقافي في تشكيل مقولة النص ، و توجيه آليات
التوصيل
في نصٍّ قد يبدو للوهلة الأولى بعيدا عن أي مسعى حجاجي ، مغرقا في
الوصفية التصويرية و اذا به موجَّة توجيهات حجاجية متنوعة تفصح عن سمات الوعي
الجماعي الذي كان ماثلا بقوة لدى الشاعر القديم ، موجها فًكره ، و فنه ، و ان حاول -
عبثا – الانعتاق من إساره .
يقدِّمُ البحثُ محاولةً لدراسة تقنيَّات الخطابِ و آليَّاته الحِجاجيَّة التي من شأنها أنْ تؤدِّي إلى إقناع المتلقِّي و قبول ما يعرض عليه من أفكار و التسليم بها, و تطبيقِها على نصٍّ تاريخيٍّ, هو: "خطبة عبد الله بن يحيى زعيم الإباضيَّة لمّا استولى على ال
يمن", و قد حاول البحث وَضْعَ مقاربةٍ توضِّح جانبي المقولة: النظريَّ, و التطبيقيَّ, و الآليَّاتِ التي تُوظَّفُ في الإقناع.
يبدأُ الخطيب باستمالات عاطفيَّةٍ تنطلق من معطياتٍ قبليَّةٍ يتوافقُ عليها المرسِل, و المتلقِّي, يستقيها من مبادئ العقيدة الإسلاميَّةِ التي تثير الخشوعَ و الرهبةَ عندَ المتلقِّي المسلمِ, بوصفِها حججاً جاهزة, ثم يعرض حججاً عاطفيَّةً و عقليَّةً تتوخَّى استدراجَ المتلقِّي, و إشعاره بتلاشي الفوارق الطبقيَّةِ مع المرسِل, و ذلك في إستراتيجيَّاتٍ توجيهيَّةٍ مكَّنتهُ من التأثيرِ في المتلقِّي, و تمريرِ مقاصدِه و أغراضِه, عَبْرَ بعضِ مُعطياتِ اللسانيَّاتِ التداوليَّةِ القائمةِ على الحِجاج, و الأفعالِ الكلاميَّةِ و الأساليبِ التعبيريَّةِ البليغةِ الموظَّفَةِ في سياق الإقناع.
و لعلَّ التداوليَّة تكون أمثلَ القراءات في مقاربة خطبة عبد الله بن يحيى, و تحليلِها و كشفِ أدوات الإقناع فيها, بوصفه علماً يدرس اللغة في سياق الاستعمال.
نقوم في هذا المقال بتحليل مكونات الإقناع في الإعلان المكتوب (في المجلات), منتهجين لدراسة من أربع خطوات:
في الفصل الأول نقوم بطرح عموميات حول مفهوم الإعلان و مكوناته المختلفة, و في الفصل الثاني نقوم بطرح تحليلين:
الأول خطابي للنص الإعلاني’ والآخر بل
اغي للنص الإعلاني معددين الصور البلاغية التي قد تستخدم في النص الإعلاني مع شرح بسيط لبعض منها.
و في الفصل الثالث ننهي مقالنا بتحليل الصورة الإعلانية بطريقة بلاغية و نتطرق أخيرا لذكر المكونات السيميائية للصورة الإعلانية.
مع الإشارة إلى أننا استندنا في بحثنا على مراجع قديمة لعدم توفر مراجع أحدث في مكتبة جامعة تشرين.