تسعى هذه الدراسة إلى طرق باب المصادر عند ابن هشام في كتاب المغني،
و هو باب واسع متعدد الجوانب، و لذا اقتصرت على جانب واحد هو بيان الأثر الذي
خّلفه ابن مالك في المغني مما لم يصرح به ابن هشام و ساقه على أّنه من كلامه.
يقوم هذا البحث على دراسة مفهوم التَّضمين الّذي يعني إشراب لفظٍ معنى لفظٍ آخر، و إعطاءه حكمه، و سُمِّي بهذا الاسم؛ لأنَّ المعنى لا يأتي مُصرَّحاً بذكره بل مؤوّلاً عليه لغيره؛ أي إنَّ الكلمة تصبح مؤدّيةً معنى كلمتين، و هو من أبواب التَّوسُّع في اللُّغة
العربيَّة، و هو من أنزه الفصول فيها؛ فإذا تأمَّلته عرفت منه و به ما لحروف المعاني من أسرار يكشفها لك، و يظهر فيها مزيَّة، فترى الاسم أو الحرف مع فعلٍ، فيوحشُك ذلك الاسم أو الحرف، فإذا حملته على التَّضمين ذهبت وحشته. و ترتكز هذه الدّراسة على كتابي الخصائص لابن جنّي، و مغني اللَّبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاريّ.
و قامت فحوى هذه الدِّراسة على مسلكَين رئيسَين:
الأوَّل: يعمد إلى فهم ما يقوم بالتَّعاقُب و التَّناوُب بين أحرف الجرّ في العربيَّة؛ إذ يُعلَم تماماً ما لهذا الفنِّ من أُصولٍ يقوم عليها.
أمَّا الثَّاني: فيهدف إلى فهم المعاني المختصَّة بـالأفعال عندما تتضمَّن معانيَ أفعالٍ أُخرى و ذلك على النحو الآتي:
- تضمين اللَّازم معنى المتعدِّي.
- تضمين المتعدِّي معنى اللَّازم.
- التَّضمين بين الأفعال المُتعدّية.