من ذا اّلذي يعرِفُ (دِمشق) و لا يعرِفُ (باب اْلجابِية) أحد أبوابِها السبعةِ القديمة؟ أو لا يعرِفُ (سوق بابِ اْلجابية) إحدى أسواقها المشهورة؟
حين بنِي سور دمشق جعَِلت فيهِ أبواب سبعة، و أُضيَفت إليها أبوب أُخرى
على مر العصور، و كان أحد الأبواب السبع
ة الأُولى (باب الجابية)؛ و قد رمِز بِكُلِّ بابٍ
إلى واحدٍ من كواكب المجموعة الشمسية السبعة المعروفة عند القدماء، فكان باب الجابية للمِريخ.
يتناول هذا البحث جانبًا مهمًا في شعر أبي القاسم الشابي أحدِ أهم شعراء تونس
في القرن العشرين، و هذا الجانب هو (صورة الطبيعة)؛ ذلك أن الشابي شاعر
رومانتي، و هو مذهب شعري يهيم أصحابه بالطبيعة، و يّتخذون منها مدخلا للتغّني
بالآلام و العواطف الإنسانية، فتبرز صورتها ناصعة في أشعارهم .
هذا البحث مخصَّصٌ لجوانب من تأثّر شعر (المجنونَين) بالمرجعيّة الثقافيّة
الإسلاميّة، و قد لجأت إلى استقراء أشعار المجنونين و استنباط أثر هذه الثقافة و ربطها
بأصولها الإسلاميّة ما أمكنني ذلك، و لم أتعمّق في التّحليل و التّعليل و ما سواهما؛ لأن ذلك
ي
حتاج إلى فُسْحةٍ أوسعَ لا يحتملها هذا البحث، و أرجو أن يكون في ذلك إضاءةٌ لجانبٍ
من جوانب شعرهما المعنويّة.
تُعنى هذه الدّراسة بالكشف عن مواطن تمركز المتلقّي المثاليّ في النّقائض الأمويّة الشّهيرة بين
الفرزدق و جرير و الأخطل، و قد اقتصرت على الحديث عن المتلقّي المثاليّ تماشياً مع
حجم البحث المسموح به، لاسيّما أنّ الحديث عن أيِّ نمط من أنماط المتلقِّي يحت
اج
إلى عشرين صفحة بين التنظير و التطبيق على أقلّ تقدير، لكنني وضعت فقرة
بعنوان: (المصطلحات العلمية والتعريفات الإجرائية)، وضّحتُ فيها أنماط المتلقّي
عامّة، و بيّنتْ هذه الدراسة في نتائجها أن تراثنا الشعريّ القديم غنيٌّ، حيويّ، ثرٌّ،
و قابلٌ لتطبيق المناهج النقدية الحديثة عليه.