ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تناول هذا البحث رواية ((أبعد من نهار- دفاتر الزفتية))، و هي رواية ذات موضوع جولاني، و اقتصرت الدراسة على تقانتين اقتضتهما طبيعة المبنى الحكائي.
يحاول هذا البحث المعنون ب "تجليات الفضاء التنويري في أدب فرانسيس مراش" أن يتكلم عن دور حلب في حركة النهضة العربية، و قد اختار الباحث أعمال مراش الأدبية ليبين هذا الدور. يقسم البحث إلى خمسة أقسام، تحدث قي القسم الأول عن مدينة حلب في القرن التاسع عش ر، و تناول في القسم الثاني شيئاً من حياة فرانسيس مراش و أعماله، و بين في القسم الثالث تأثر مراش بمبادئ الثورة الفرنسية و حقوق الإنسان و إعجابه بمدينة باريس و النزعة العلمية، فكان من أصحاب المشروع التنويري، ثم كانت الوقفة عند روايات مراش، و بخاصة "غابة الحق" التي عدت أول وراية عربية تنويرية، و كانت الوقفة الأخيرة عند المراش شاعراً في ديوانه "مرآة الحسناء" و كتبه الأخرى.
يتألف هذا البحث من أربعة مقاطع: الأول بعنوان "ما قبل الكلام" يقدّم فيه الباحث لمحة مختصرة عن مسألة القدس و أطماع الصهاينة فيها في العصر الحديث، و تناول في المقطع الثاني "البطل التموزي و القدس العربية قبل النكبة في الشعر العربي الحديث" و بيّن سخرية ال شعراء العرب في المهجر و الوطن بوعد بلفور، كما وضَّح إيمانهم الكبير بأنّ العرب قادرون بسهولة على الإطاحة بأحلام الصهاينة، كما أطاحوا من قبل بجحافل الصليبيين و المغول، و بأنَّ البطل التموزي الاستشهادي سيروي تراب القدس بدمه الطاهر النبيل، لكنَّ هذا البطل اختفى فجأة من الشعر العربي إثر صدمة النكبة ليحلَّ محله البطل التراجيدي في المقطع الثالث، و هو بعنوان: "البطل التراجيدي و القدس الضائعة فيما بين النكبة و النكسة"، ليتوقف البحث، بعد ذلك، في المقطع الأخير "عودة البطل الملحمي إلى القدس بعد الانتفاضة" عند الانتفاضة التي عمت البلاد فاستبشر الشعراء خيراً بهذا الحدث العظيم و تغنوا بقيم الشهادة و النضال و التحرير.
كانت دمشق عاصمة الدنيا في عصرها العربي، و منها انطلق الفتح في اتجاهات مختلفة، و لما قرأها معاوية بن أبي سفيان أدرك أّنه يقرأ تاريخًا و حضارة مختلفين، فاختارها حاضرة لملك العرب، فدمشق ليست كبقية مدن الدنيا، و هي لا تتشبه إلا بنفسها، تغازل التاريخ و تتغزل به و تنافسه، فهما صنوان، و لذلك يمكن أن يقال إّنها كتاب لا تقرأ فيه سوى الصفحة الأخيرة، في حين أن ليس في المدن سوى هذه الصفحة، فدمشق الظاهر صورة عما هي عليه اليوم كما هي الحال لدى بقية المدن المعاصرة، و لكن دمشق طبقات طبقات، و لكلّ طبقة صورة مختلفة و حضارة أخرى، و إذا شبه بارت طبقات النص بالبصلة المؤلفة من طبقات، فإن هذا التشبيه يصح أيضًا على هذه المدينة أركيولوجيًا، و من هنا تكمن عظمة هذه المدينة، لأنك حين تقابلها تدرك أنَّك في حضرة التاريخ و البطولات و الشعر.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا