ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

كانت دمشق عاصمة الدنيا في عصرها العربي، و منها انطلق الفتح في اتجاهات مختلفة، و لما قرأها معاوية بن أبي سفيان أدرك أّنه يقرأ تاريخًا و حضارة مختلفين، فاختارها حاضرة لملك العرب، فدمشق ليست كبقية مدن الدنيا، و هي لا تتشبه إلا بنفسها، تغازل التاريخ و تتغزل به و تنافسه، فهما صنوان، و لذلك يمكن أن يقال إّنها كتاب لا تقرأ فيه سوى الصفحة الأخيرة، في حين أن ليس في المدن سوى هذه الصفحة، فدمشق الظاهر صورة عما هي عليه اليوم كما هي الحال لدى بقية المدن المعاصرة، و لكن دمشق طبقات طبقات، و لكلّ طبقة صورة مختلفة و حضارة أخرى، و إذا شبه بارت طبقات النص بالبصلة المؤلفة من طبقات، فإن هذا التشبيه يصح أيضًا على هذه المدينة أركيولوجيًا، و من هنا تكمن عظمة هذه المدينة، لأنك حين تقابلها تدرك أنَّك في حضرة التاريخ و البطولات و الشعر.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا