حققت النظرية العامة للالتزامات والعقود انتصارا كبيرا للحرية الفردية، و ذلك عن طريق إعلاء شأن سلطان الإرادة في تحديد مضمون العقد والتزامات أطرافه، فكانت فكرة الحق الطبيعي من العوامل التي خلقت مبدأ سلطان الإرادة الذي يقدس حرية الأفراد الشيء الذي جعل الإرادة الشخصية والحرية التعاقدية مظهران للحرية الطبيعية بحيث تعتبر الإرادة أساس التصرف القانوني فهي التي تنشئه وتحدد اثاره، والقاعدة أن الإرادة سيدة موفورة السلطان لانها عندما تنشأ التصرف القانوني تعمل متحررة من القيود التي تستلزم ورودها في شكل أو في آخر بل إن الأصل انها حرة في تحديد أثر هذا التصرف بالنسبة لأصحابه، ومن ثم أصبح تكوين العقد يستند إلى الإرادة باعتبارها تمثل الشخصية الإنسانية تثبت ذاتها وتؤكد دوافعها وأغراضها بمعنى أن الإرادة بمقدورها إقرار قانون خاص، وما يتبع ذلك من ضرورة احترام القاضي لهذه الإرادة . بحيث أنه يعد مبدأ الحرية التعاقدية من تطبيقات نظرية سلطان الإرادة .
إلا أنه في الآونة الأخيرة عرف هذا التوجه عدة تحولات اقتصادي و اجتماعي التي أدت إلى إحداث فوارق طبقية واضحة بين الأفراد بسبب تراكم رؤوس الأموال وتركيز المشروعات، لذلك شهدت موازن الأفكار القانونية اهتزازات كبيرة ومن تم أصبحت النظم القانونية مرغمة على استيعاب المعطيات الجديدة وعلى تقديم الحلول اللازمة لهذه الفوارق، تفادù لاختلال التوازن التعاقدي، مما دفع الدول إلى التدخل بما تتوفر عليه من وسائل التوجيهية في عدة مجالات أهمها الميدان الاقتصادي ، ومن ثم برزت عدة تشريعات ذات طابع اقتصادي يهدف إلى تنظيم السوق داخل نطاق ما يسمى القانون الاقتصادي الذي لا يعتبر في الواقع فرعا حديثا لكونه يتعايش مع مجموعة من القواعد القانونية التقليدية بنفس الطريقة التي يتعايش مع الحياة الاقتصادية ،ومن ثم تعد هذه القواعد كأساس لخلق نوع من التوازن الاقتصادي للعقد، بحيث أن هذا الأخير هو اتفاق مولد للالتزام يقوم بسبب ارتباط الإيجاب للقبول، أي أن فكرة العقد كلها تقوم على أساس حرية الإرادة التي يتمتع بها جميع الأطراف لذلك فموضوع العقود هو التنوع اللامتناهي في الأشياء التي ينظمها الأشخاص.
No English abstract
Artificial intelligence review:
Research summary
تناقش هذه الورقة البحثية مفهوم الحرية التعاقدية الموجهة في السياق الاقتصادي والقانوني. تبرز الورقة كيف أن الطرف القوي في السوق الاقتصادية يسيطر على الطرف الضعيف، مما يؤدي إلى عدم التوازن في العلاقات التعاقدية. تشير الدراسة إلى أن الافتراض بأن كل طرف قادر على الدفاع عن مصالحه لا يتماشى مع الواقع، حيث أن السوق التعاقدية أصبحت مجالًا خصبًا لعدم العدالة والاستغلال. لذلك، تم تطوير نظرية حديثة تقوم على المساواة الواقعية بين المتعاقدين، وتفرض على الأطراف القوية مراعاة الضوابط القانونية التي تأخذ بعين الاعتبار ضعف الأطراف الأخرى. تهدف هذه النظرية إلى تحقيق العدالة التعاقدية الواقعية من خلال توجيه الحرية التعاقدية بما يتماشى مع التطورات الاقتصادية. تتناول الورقة أيضًا دور القوانين الاقتصادية في توجيه الحرية التعاقدية، مثل قانون حرية الأسعار والمنافسة، وقانون حماية المستهلك، وكيفية تأثير هذه القوانين على العلاقات التعاقدية بين المهنيين والمستهلكين. تركز الورقة على أهمية توفير المعلومات الصحيحة للمستهلكين ومنع الإشهار الكاذب، مما يساهم في تحقيق توازن المصالح داخل السوق الاقتصادية.
Critical review
تقدم هذه الورقة البحثية تحليلًا شاملًا لمفهوم الحرية التعاقدية الموجهة وتأثيرها على العلاقات التعاقدية في السوق الاقتصادية. ومع ذلك، يمكن الإشارة إلى بعض النقاط التي قد تحتاج إلى مزيد من التوضيح أو النقد. أولاً، الورقة تعتمد بشكل كبير على النظرية دون تقديم أمثلة عملية كافية توضح كيفية تطبيق هذه النظرية في الواقع. ثانياً، قد يكون من المفيد تقديم مقارنة بين الأنظمة القانونية المختلفة وكيفية تعاملها مع مفهوم الحرية التعاقدية الموجهة. ثالثاً، الورقة تركز بشكل كبير على الجانب القانوني دون التطرق بشكل كافٍ إلى الجانب الاقتصادي وتأثير هذه القوانين على الاقتصاد الكلي. على الرغم من هذه النقاط، تقدم الورقة مساهمة قيمة في فهم التوازن بين الحرية التعاقدية والعدالة التعاقدية في السياق الاقتصادي.
Questions related to the research
-
ما هو الهدف الرئيسي من تطوير نظرية الحرية التعاقدية الموجهة؟
الهدف الرئيسي هو تحقيق العدالة التعاقدية الواقعية من خلال توجيه الحرية التعاقدية بما يتماشى مع التطورات الاقتصادية وضمان توازن المصالح بين الأطراف المتعاقدة.
-
كيف يؤثر قانون حرية الأسعار والمنافسة على الحرية التعاقدية؟
يؤدي قانون حرية الأسعار والمنافسة إلى تضييق سيادة مبدأ الحرية التعاقدية من خلال منع الممارسات التمييزية والتعسفية في السوق، مما يساهم في تحقيق العدالة التعاقدية.
-
ما هي أهمية توفير المعلومات الصحيحة للمستهلكين في العلاقات التعاقدية؟
توفير المعلومات الصحيحة للمستهلكين يساهم في تحقيق الشفافية والنزاهة في العلاقات التعاقدية، مما يساعد المستهلكين على اتخاذ قرارات مستنيرة ويعزز المنافسة العادلة في السوق.
-
ما هو تأثير الإشهار الكاذب على السوق الاقتصادية؟
الإشهار الكاذب يؤثر سلبًا على السوق الاقتصادية من خلال تضليل المستهلكين والتأثير على قراراتهم الشرائية، مما يؤدي إلى عدم توازن في السوق ويضر بالاقتصاد الوطني.
References used
Elvira Talopina , contribution à la théorie du droit public économique par l'analyse comparative du droit Français et du droit susse, université de la Réunion , Faculté du droit Economie Sciences Sociales, thése de doctorat, septembre 2011
This research tackles important humanitarian issues, both old and new, dealt with by Al-Jahiz in his books and letters. The most important of which is the issue of intellectual freedom, mildness, and moderation. In the process of dealing with these m
This study aimed to test the relationship between the components of economic freedom and
political freedoms in (6) Arab countries of the (MENA) Group during the period 2006-2015, based
firstly on studying and reviewing the intellectual trends and t
Languages evolve over time and the meaning of words can shift. Furthermore, individual words can have multiple senses. However, existing language models often only reflect one word sense per word and do not reflect semantic changes over time. While t
أن تطوير التجارة عبر الانترنت (internet) لا يمكن أن يحدث دون أيجاد وسائل الدفع الملائمة لهذا التطور. وتقوم وسائل الدفع على تقنيات متطورة أسهمت بشكل مباشر في تغيير الكثير من النشاطات المصرفية، لذلك عمدت المصارف في العالم على تطوير قنوات جديدة في عملها
The administration also has its preventive function
represented in keeping the system according to what is familiar with
the jurisprudence and the judiciary, through the administrative
carries out a penal function. The essence of their distinction