تسير معظم الدول العربية نحو نقص حاد في الموارد المائية مما يشكل عجزًا خطيرًا في توفير
المياه لغايات الشرب و الري و الصناعة، و هذا يعود لعدة أسباب يأتي في مقدمتها النمو السكاني
و ازدياد مناطق التحضر و تطور بلدان المنطقة صناعيًا و ازدياد المساحات المزروعة التي
تتطلب مياهًا للري. فضلا عن نضوب المخزون الجوفي و تناقص موارد المياه السطحية
و تدهور نوعيتها نتيجة الاستنزاف المستمر و التلوث.
و إن ما يزيد في خطورة هذه الأزمة هو أن قرابة نصف الموارد المائية العربية السطحية
المتجددة تأتي من مصادر مائية مشتركة مع الدول المجاورة غير العربية (كالنيل و دجلة
و الفرات)، كما أن هناك محاولات من قبل هذه الدول للاستئثار بأكبر كمية ممكنة من المصادر
المائية المشتركة معها في أحواض هذه الأنهار.
و تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على هذه المشاكل و آفاقها المستقبلية و الحلول
و المقترحات اللازمة لتفاديها أو التقليل من مخاطرها.
No English abstract
المراجع المستخدمة
The Economist, Development and the Environment Survey, 12/3/1988 P 5-102
د. علي راضي حسانين: "مشكلة المياه في دول مجلس التعاون الخليجي"، مركز دراسات المستقبل، المؤتمر السنوي الثالث، المياه العربية وتحديات القرن الحادي والعشرين، نوفمبر . 1998 . ص 13
يواجه الأمن المائي العربي تحديات كثيرة من أهمها النقص في موارد المياه
لأسباب طبيعية أولا و لصعوبات تلبية الاحتياجات المائية مع تزايد الطلب عليها ثانيًا، و لأن المياه أساس التنمية الاقتصادية (الزراعية و الصناعية)، و لا بد من تأمين الاحتياجات الأولية
يعد موضوع الأمن المائي العربي من الموضوعات الاستراتيجية الحيوية المهمة التي تشغل
اهتمام الباحثين بمختلف اختصاصاتهم و المهتمين بالشؤون المائية و البيئية و الاقتصادية
و الاجتماعية و الثقافية و السياسية... الخ. و ذلك نظراً للأهمية الكبيرة التي تحتلها
الشرق أوسطية في الأساس دعوة صهيونية تهدف إلى تذويب الهوية الإسلامية و العربية في هوية جديدة تتسع للهوية الصهيونية، أما الشرق الأوسط الكبير فهو مصطلح أمريكي يهدف فضلاً عن تذويب الهوية العربية و الإسلامية في هوية جديدة تستند إلى الجغرافيا وحدها، و إلى
المشهد الأمني الراهن للمجتمع العربي مشهد بائس، فهو يقع في دائرة حالة
متأزمة من اللااستقرار و افتقاد الأمن. و تجدد المخاوف من فقدان التعايش و السلام الاجتماعي و الأمن الداخلي كل يوم. الأمن مطلب اجتماعي يحقق ثراء الشخصية الفردية و الاجتماعية و تكاملها
حددت مشكلة البحث من خلال وجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، و توافر
تريليونات الدولارات مستثمرة في خارج الوطن العربي أو في البنوك الأجنبية، و مع
استيراد ملايين الأطنان من المواد الغذائية سنوياً بمليارات الدولارات، و مع أن الأمن
الغذائي العربي