ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تتكرّر في الشعر الجاهلي كثير من صور البحر , و أمواجه , و سفنه ؛ إذ تتشكل هذه الصّورـ أحياناً ـ في صور جزئيّة في بيت واحد، أو ومضة خاطفة , و أحياناً أخرى في صور فيها بعض التفصيل و الإطالة, أو صور كليّة, تجسّد التجربة الأدبيّة الشّاملة للشّاعر؛ إذ تبنى حولها رموز النصّ في علاقات تقابل, أو تبادل الوظائف، و الإيحاءات. و لقد رأى البحث أنّ الصّور البحريّة ترد في سياقات ثلاثة؛ إمّا في رحلة الظعائن و الناقة؛ إذ تبرز صورة الظعينة السّفينة، و الناقة السّفينة. و إمّا في الغزل ؛ إذ تظهر صورة المرأة / الدرّة. و إمّا في معرض الحديث عن الذات الشاعرة المنتشية في أحاديث التغني بالبلاغة، و البيان، و المقدرة في فنّ القول, و في أحاديث التفاخر بالقوة, و الكرم، و العطاء . و حاول البحث تبيان صلة هذه الصّور ببنية القصيدة الجاهليّة, و صلتها بالذات الشاعرة, و بالطبع البشري, بآفاقه النفسية و الثقافية.
يعنى هذا البحث بتقديم رؤية عن البحر و أثره الفعّال في نماذج من القصّة القصيرة السّوريّة المعاصرة من خلال التطرق إلى أعمال مجموعة من القصّاصين الذين جابوا البحار بحثاً عن أسرار الحياة للوصول إلى فهم الكون، و الوقوف على معاناة جيران البحر، و تتجلى هذه الرؤية في الكتابات القصصيّة عند عبد القادر ربيعة، و محسن يوسف، و سمير جعارة، و آخرين. إن البحر في القصّة القصيرة السوريّة الحديثة، يرتبط مع قضايا الناس و تعبهم، و يجسّد علاقة الإنسان المصيريّة معه، و كأن أمواجه تنكفئ إلى أعماق الإنسان بحثاً عن الخلاص و حلم الحريّة. و يجسّد البحر في القصّة القصيرة هموم الإنسان، و ينتقل بفعل المعاناة من الهمّ الذاتيّ إلى الهمّ الوطنيّ و القوميّ عبر مقاومة بطوليّة و صراعات شاقة مع قوى الغزو الاستعماريّ المتحالفة مع أعداء الداخل التي حاولت استباحة شواطئ الوطن، فينتصر الإنسان العربيّ المقاوم على قوى الشر في ملحمة بطوليّة، و يجبرها على المغادرة، و هي تجر وراءها ذيول الخيبة.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا