أعلت النصوص، من القرآن الكريم، و الأحاديث النبوية، من شأن العلم، و رفعت من قدر العلماء، ودعت إلى التفكر، و حضت على النظر، و أثنت على أولي الألباب... و بالمقابل، ذمت الجهلة و نعت الحمقى...
و تجلى التطبيق الأمثل، في أكمل وجوهه، و أبهى صوره: في المنهج
التربوي النبوي؛ حيث شكل بنفسه في أثناء تعليمه r الجانب الفكري أحد أساليب التربية و التعليم التي باشرها رسول الله أصحابه، سواء في تعليل الأحكام أم في توضيح المعاني.
أُحدثت في العالم الإسلامي كليات للتربية و معاهد للتعليم؛ تبنت قيم الآخرين و تجاربهم، متجاهلة تراث الأمة التربوي. و التاريخ أصدق شاهد، و الواقع خير برهان، ففي حين عادى الغرب العلم، و أقصى العلماء، أرسى الإسلام قواعد منهج تربوي ثبتت نجاعته، و وضع أسساً
للبحث العلمي، و هدفت هذه الدراسة إلى توضيح أهم معالم التربية النبوية في تفعيل الوسائل السمعية و البصرية.
تعيش أمة الإسلام أسوأ أيام حياتها؛ حيث ديست الحياض، و دنست المقدسات، و انتهكت
الحرمات، و هتكت الأعراض، و أُذلت النفوس، و نهبت الثروات، و رمتها قوى البغي عن قوس
واحدة، فصارت تترنح تحت ضربات الأعداء، كغريق في ظلمات بحر لجي، أحاط به ثلة من
الأوغاد، ك
لما حاول الخروج منه ركلوه بأرجلهم، فلا يلاقي فيهم شفيقًا، و لا يجد منهم رحيمًا.
تواجه الإنسان خلال رحلته في الحياة الدنيا مصائب، و تلاقيـه آلام، فتـنغص حياتـه
و تكدر صفوه، فلا يهنأ له عيش، و لا تطمئن له نفس.
فهذه دراسة لتلك الظاهرة التي رافقت البشرية منذ أن وجدت، فلا يستطيعون لها دفعـاً،
و لا يجدون منها مفراً.
فما حكم هذا ال
ابتلاء الذي هو من سنن االله في خلقه، و ما الحكمة منه، و ما حقيقتـه
بالنسبة لعلم االله تعالى، و ما أشكاله و صوره و سر تنوعه، و ما موقف المكلف منه، و مـا
أسبابه و فوائده، و ما أثره في الشخصية؟.