مما لاشك فيه بأنو في مقابل السلطة توجد الحرية و كلاهما ينطلق و يتحدد
مداه وفقاً لعقيدة المجتمع و القوى السياسية ، فالعقيدة السياسية هي التي تحدد أهداف
السلطة و وسائل و أدوات ممارستها و هي بذلك تحدد مركز الفرد و مدى ما يتمتع به من
حرية و عليه فإن ا
لحريات العامة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعقيدة المجتمع و التي تحدد لأي
من طرفي العلاقة الأولوية ،الفرد أم المجتمع ، و لصالح من تتم التضحية إذا وجد
التعارض بينها ، و تلك جوهر المشكلة السياسية التي تعاني منها النظم القانونية.
حظيت مصر بشرف صناعة الكسكة الشريفة على مر العصور، منذ العصر
الجاهلي، و على اختلاف المراحل التاريخية العربية و الإسلامية، نتيجة لشهرتها بهذه
الصناعة، إلا أن هذه الكسوة شكلت رمزا سياسيا و عسكريا و حضاريا، فهي رمز من رموز
السيادة على العالمين العربي
و الإسلامي، و هذا ما سعى إليه سلاطين الدولة المملوكية
منذ اللحظات الأولى لاعتلائهم سدة الحكم في مصر، فحافظوا و نازعوا القوى المختلفة
في سبيل القبض على هذا الشرف الديني المغلف بالسيادة السياسية و العسكرية
و الحضارية.