أغلقت و هجرت العديد من المكامن النفطية المنتجة حول العالم بسبب عدم التقييم
المناسب و الدقيق لها . و كمثال : في بدايات عمليات تفسير معطيات القياسات
الجيوفيزيائية، كان السلوك الشائع هو اعتبار الطبقات المشبعة بالماء بنسبة تزيد عن
%50 طبقاتٍ غير اقتصا
دية، لكن و مع التطور الحاصل في القياسات الجيوفيزيائية، فقد
تم التوصل إلى أن بعض تلك الطبقات غير المنتجة نظرياً هي في الحقيقة طبقات ذات
إنتاجيةٍ عاليةٍ ، و ذلك استناداً إلى توزع الفراغ المسامي و الموائع في التشكيلة و قابلية
حركيتها و انتاجها .
تشير المعلومات المكتسبة من المسوحات الجيوفيزائية ( السيزمية
البئرية ) و تحاليل العينات بأن تشكيلة التنف/العبا، العائدة لحقب
الباليوزي ، تمثل اهم الصخور المولدة للمواد الهيدروكربونية في سوريا
و هي تغطي اجزاء كبيرة من سوريا و بسماكات مختلفة تتراوح
بين
الصفر و حتى 1100 متر و بينت الدراسة ان معظم هذه السماكات تتركز
في المنطقة الجنوبية من سوريا ( نهوض الرطبة ) .
يعرض هذا البحث اسلوب جديد في دراسة الخزانات النفطية, و ذلك من خلال الجمع بين
الدراسة الترسيبية, بواسطة الشرائح المجهرية و فتات العينات الصخرية من جهة, و الدراسة
الخزنية, باستخدام القياسات الجيوفيزيائية البئرية من جهة أخرى. تم تطبيق هذا الاسلوب
ضمن
تشكيلتي الجريبة و الانتقالية في تركيب المهاش, الواقع في منخفض الفرات, في الجهة
الغربية من مدينة دير الزور. دُرست في هذا التركيب خمس آبار و هي: مهاش (17-18-11-4-7).
بدأت المسوحات الجيوفيزيائية على الأراضي السورية، منذ العام 1933 و استمرت مـن قبـل الفـرق
السوفييتية حتى العام 1952-1962 ، ثم استكملت مـن قبـل الفـرق الوطنيـة الـسورية. و كـان لحقـل
الذرو (Derro) نصيب وافر من هذه الدراسات إذ تم مسحه و دراسته باستخدا
م طرائق جيوفيزيائية متعددة
(جاذبية، جيوكهربائية، سيزمية، قياسات بئرية) و نظراً لأن النفط في الحقل المذكور، موجود على أعماق
ضحلة جداً مقارنة مع الحقول النفطية المعروفة، سمح بتطبيق الطريقة الجيوكهربائية السطحية، و التـي
قدمت نتائج جيدة و كانت ذات تكلفة قليلة جداً.
و يبدو من خلال هذا البحث التطابق الجيد بين نتائج الحفر، التي عكست الصورة الجيولوجية للتراكيب
المنشودة، و بين نتائج الدراسات الجيوفيزيائية المختلفة، و يتضح ذلك من خلال المقاطع و الأشكال الواردة
لاحقاً.