ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

في بيئة شديدة التَّنافسيَّة تسعى المصارف إلى توسيع قاعدة عملائها عن طريق كسب عملاء جُدد بالإضافة إلى الاحتفاظ بعملائها الحاليين, غير أنَّه ليس بالضَّرورة أن يُساعد الكَمَّ الكبير من العملاء على تحسين ربحيَّة المصرف, فقد يكون هناك عملاء يُساهمون في زي ادة الأرباح, و آخرون قد يتسبَّبون بمزيد من الخسائر, الأمر الذي يستدعي بالضَّرورة إلى قياس ربحيَّة العميل, و ذلك من أجل الفهم الأفضل لمصادر الأرباح المختلفة في المصرف. عندئذ تظهر مشكلة تخصيص التَّكاليف غير المباشرة على كلِّ عميل مصرفي, و من ثمَّ ضرورة الاعتماد على نظام محاسبة تكاليف النَّشاط بهدف التَّحديد الدَّقيق لتكلفة العميل. إذ تبرز قوَّة هذا النِّظام من فلسفته القائمة على أنَّ النَّشاط هو المستهلك الحقيقي لموارد المصرف, و أنَّ العميل هو الذي يستهلك هذا النَّشاط, الأمر الذي يُفضي في النِّهاية إلى تحسين تَتَبُّع و اقتفاء أثر عناصر التَّكاليف إلى كلِّ عميل من عملاء المصرف. يتمثل الهدف الرَّئيسي للبحث بدراسة دور محاسبة تكاليف النَّشاط في قياس ربحيَّة العميل, و دور هذه المحاسبة في تقديم المعلومات اللَّازمة لتحقيق المزيج الأمثل من العملاء بهدف تعظيم أرباح المصرف. طُبِّقَت هذه الدِّراسة على الفرع الثَّاني للمصرف التِّجاري السُّوري في اللَّاذقية كدراسة حالة, و ذلك من أجل قياس ربحيَّة العميل على أرض الواقع باستخدام محاسبة تكاليف النَّشاط. توصَّلت هذه الدِّراسة إلى أنَّ استخدام محاسبة تكاليف النَّشاط أكثر دقة من النِّظام التَّقليدي في قياس ربحيَّة العميل المصرفي, و من ثمَّ إمكانيَّة أكبر على التَّمييز بين العميل المُربح و العميل غير المُربح, و ذلك في ظلِّ غياب تطبيق محاسبة ربحيَّة العميل في المصرف.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا