إن دلالة (الإنشاء الطلبي) من القضايا المهمة التي شغلت حيزا كبيرا عند النحاة
والبلاغيين و المفسرين لكتاب الله عز و جل، و قد كان اصطفاء العلٌامة البيضاوي
و تفسيره الموسوم ب (أنوار التنزيل و أسرار التأويل) لما له من أثر بالغ في هذا الجانب.
فجاء البحث
لرصد ما ذهب إليه البيضاوي ، و من سبقه و من نهج منهجه من
العلماء و المفسرين في دلالة (الإنشاء الطلبي)، ثم عرٍض حججهم و مناقشتها، و قد
خلص البحث إلى أن البيضاوي يتفق مع البلاغيين في اصطلاح الإنشاء الطلبي،
و أن البيضاوي يترسم خطا الزمخشري ، و يتبع منهجه في دراسة النظم القرآني.
سأتناول في هذا البحث الشهاب الخفاجي من الناحية الصرفية, تجلية لدوره في هذا الميدان بما ضمنه من آراء و توجيهات في حاشيته على تفسير البيضاوي المسماة (عناية القاضي و كفاية الراضي).