تهدف الدراسة إلى الكشف عن البعد الحجاجي ، و آلية تكونه في النص الشعري ، و عن
القوانين التداولية التي تحكم ذهن المبدًع ، و تلقي بظلالها على أدبه ، و كذلك تبين أثرً
السياق النفسي ، و الاجتماعي ، و الثقافي في تشكيل مقولة النص ، و توجيه آليات
التوصيل
في نصٍّ قد يبدو للوهلة الأولى بعيدا عن أي مسعى حجاجي ، مغرقا في
الوصفية التصويرية و اذا به موجَّة توجيهات حجاجية متنوعة تفصح عن سمات الوعي
الجماعي الذي كان ماثلا بقوة لدى الشاعر القديم ، موجها فًكره ، و فنه ، و ان حاول -
عبثا – الانعتاق من إساره .
أصبح الإبهام سمة لازمة من سمات الحداثة الشّعريّة، و لكن لابدّ من التّفريق بين
الغموض و الإبهام، فالأول: محببٌ في الشعر، و يدفع المتلقي إلى المزيد من الجهد و العمل
للوصول إلى إحدى دلالات القصيدة المعاصرة، و الثاني: استغلاق عن الفهم، و عدم قدرة
المت
لقي على التواصل و هذا يعني أن الإبهام قيمة سلبية في الشّعر، يسلب الأخير جماليته
و اثارته، و يحرم المتلقي من لذة الكشف عن دلالات القصيدة.
و لعل من أهم أسباب الإبهام:
الانزياح الشّديد عن درجة الصّفر في الكتابة، و غموض الرّمز الشّعريّ ، و استخدام
الأساطير الأجنبيّة، و غموض الرؤيا و تراكم الصّور، و اللغة التّجريبيّة، و الفقر الّدلالي،
و القصد إلى الإبهام، و غياب النقد.