يعد تلقي الآداب القومية خارج حدودها اللغوية و الثقافية ميدانًا عريقًا من ميادين
الدراسات الأدبية المقارنة و بعدًا مهمًا من أبعاد العلاقات الثقافية الدولية. و ينطبق ذلك
على تلقي الأدب العربي الحديث في الأقطار الناطقة بالألمانية (جمهورية ألمانيا
الا
تحادية و النمسا و سويسرا)، التي تشكل أكبر تجمع قومي و لغوي داخل أوروبا
الغربية. إلا أن الجهود العلمية التي بذلت على صعيد دراسة هذا الموضوع ما زالت
في بدايتها، و قد ندب الباحث نفسه للمساهمة في تلك الجهود. يتألف بحثه من مقدمة
بين فيها مسوغات البحث و حدوده و منهجيته المستندة إلى نظرية التلقي، ثم من عرض
تاريخي و تحليلي لبدايات تلقي الأدب العربي الحديث في الأقطار الناطقة بالألمانية من
خلال ترجمة مختارات قصصية و شعرية عربية إلى الألمانية، و هو نمط من التلقي
حافظ على أهميته إلى يومنا هذا.