ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

نظراً إلى عدم وجود دراسات معمارية توثيقية فيما يخص المباني ذات الطابع الإداري في مدينة دمشق التي رمزت إلى عمارة محلية في مدة الانتداب الفرنسي لسورية، هدف البحث إلى عمل بحث ميداني توثيقي يسلط الضوء على أهم هذه المباني ألا و هو بناء مؤسسة مياه عين الف يجة الذي يعد من المباني التاريخية التي تدل على فن معماري محلي متميز، صمم و شُيد بأيدي محلية، تجلت في مجموعة الخصائص المعمارية التي سلِّط الضوء عليها في متن البحث من خلال دراسة معمارية توثيقية أبرزت هذه الخصائص وفق مراحل تحليلية، اعتمدت استخراج النسب وفق الموديول الهندسي المتكرر الذي استعمله المصمم في المساقط و الواجهات مع ظهور التناظر كسمة أساسية ميزت المسقط المنتظم و انعكس ذلك على الواجهات وصولاً إلى دراسة الحجم الكتلي ككل، مع دراسة مدى تطابق الموديول المعماري مع الموديول الإنشائي للبناء.
بدأ معماريو القرن التاسع عشر بالاقتباس من عمارة الماضي و النقل منها إلى أن توصلوا إلى العمارة الحديثة التي أصبحت طريقة في مواجهة الأحوال و حل لمشكلات العصر، و لم يعد المعماريون في بداية القرن العشرين يقتبسون، و إنما أصبحوا يسهمون في تشكيل البيئة الم حيطة، تناول البحث التعريف بالنظرية الوظيفية التي واكبت ظهور العمارة الحديثة، و كونت هذه النظرية أهم المبادئ الأولى التي سار عليها معظم المعماريين في مختلف أنحاء العالم، بداية العشرينيات فظهرت واضحة في تصميم الفراغات الداخلية للمباني الرسمية في مدينة دمشق، و أبرزت سمات التشابه و الاختلاف فيما بينها. إن لدراسة تأثير هذه النظرية في الفراغ المعماري المشكل للحجم الكلي للبناء، الأثر الكبير في تسليط الضوء على احتياجات هذه المباني في مرحلة إعادة التأهيل و الوصول إلى الشروط الوظيفية التي تحقق الراحة و المنفعة في استخدامها مع إمكانية الإفادة من خصائصها المعمارية المميزة لفضاءاتها المختلفة و دراسة العلاقات الاستعمالية المختلفة لهذه المباني، و من ثم تحديد العناصر المعمارية الجديدة التي ظهرت و دراسة إمكانية توضعها الأمثل ضمن الفراغ و إظهار الربط الوظيفي لهذه العلاقات، ذلك كّله ضمن إطار الإسهام في التصميم الوظيفي للفراغات الداخلية للمباني الرسمية لتواكب المتطلبات الحديثة و الأنظمة الإدارية الحديثة لمثل تلك الوظائف.
تناول البحث التأثير المباشر لطراز معماري ظهر في مرحلة محددة و انعكاس هذا التأثير على الهوية المعمارية المحلية و تحديات التغيير التي واكبت هذا التأثير، و ذلك من تسليط الضوء على خصائص الطرز الأوربية التي كانت الركيزة الأساسية لهذا الطراز من خلال دراسة الأشكال و النظريات التصميمية و اتجاهات بعض المصممين الأوربيين خلال القرون المتعاقبة الذين أبرزوا العلاقة الثابتة بين العمارة و المجتمع في معظم أعمالهم، أما على الصعيد المحلي فقد كان الاختلاف في التكوين الأكاديمي للمعماريين المحليين، الأثر الواضح في التأثير في الطراز المحلي ليس من منظار التراث فقط، و إنما من منظار المكان و الموقع فبنوا عمارة أنيقة منتظمة و متناسقة القياسات و النسب، و أحسنوا تغليفها بمفردات موروثة ،فأنتجت ما يسمى الطراز المعرب و لم تشعرنا التقنيات المعاصرة المستعملة فيها بالغرابة أو بالهيمنة فبدت أليفة، لم يغب فيها هاجس الهوية و ارتباطها بجذرها الثقافي التراثي لمعظم المعماريين أمثال عبد الرازق ملص-جورج ريس- أنطوان ثابت، فشعرنا معهم بالتواصل بين المعاصرة و التاريخ.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا