عملت الحداثة الصلبة على جعل الإنسان هدفاً نهائياً للتحرر فأعلت من شأن العقل، وأعلنت ثورتها من أجل التجديد والتحديث لمختلف جوانب الحياة، كما أنها أعلنت القطيعة مع الماضي. ولم يقتصر تأثيرها على تصدير منتجات الثورة التكنولوجية فحسب، بل صدّرت كذلك محاولات تفكيك لبعض المعتقدات الدينية والميتافيزيقية، والتطورات المذهلة في الفيزياء الحديثة، وصعود الأمة /الدولة باعتبارها النموذج الوحيد المهيمن للحكم والتي جعلت الولادة أساس سيادتها. لقد تزامن نشوء الدولة الحديثة مع ظهور أشخاص مشردين بلا دولة، كما ظهرت فكرة العري الاجتماعي، وبُعث من جديد قانون الإنسان المستباح الحرام، ولكن مع الحداثة السائلة كما يرى الفيلسوف البولندي زيغمونت باومان Zygmunt Bauman تحولت العلاقة الغرامية على مدى قرون بين الأمة والدولة إلى معاشرة تحل محل العلاقة الزوجية المقدسة، لدخولهم إلى العالم الحر في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
Solid modernity made man the ultimate goal of liberation, so it raised the esteem of the mind, and announced its revolution for renewal and modernization of the various aspects of life. It also announced a break with the past. Its impact was not only exporting the products of the technological revolution, but also attempts to deconstruct some religious and metaphysical beliefs, amazing developments in modern physics, and the rise of the nation/state as the only dominant model of government that made birth the basis of its sovereignty.