تحاول الدراسة استثمار الدلالات الحافة بمفهوم (صورة الآخر) للمقارنة بين
أعمال أدبية تنتمي إلى ثقافتين مختلفتين، من أجل تشكيل وعي بموقف هاتين الثقافتين من مفهوم المغايرة و الاختلاف؛ ففي الأدب تتجلى روح الأمة و إيمانها و خيالها و أفكارها، لأنه الاختبار
الحقيقي (للنظرية)؛ فالدعوة إلى (قبول الآخر) شيء تدعيه كل الأمم، و لكن أدبها هو الذي يصدق ذلك أو يكذبه . و اختارت الدراسة ميداناً للعمل قصتي (حي بن يقظان) لابن طفيل و (روبنسن كروزو) لدانييل ديفو؛ فإذا كان ديفو قد استلهم البنية الحكائية لقصة (حي بن يقظان)، و كذلك استلهم أسئلتها المعرفية، فإن الصور الرؤيوية (الصورة_الرؤيا) التي تجد تجليها في الإجابة عن الأسئلة المثارة كانت مختلفةً عن مثيلاتها في قصة (حي بن يقظان) اختلافاً دالاً على نحو لافت للنظر ؛ لتعلقها بروح الأمة أو روح الثقافة التي ينتمي إليها الكاتب .