كان للانهيار الحاد و السريع للاتحاد السوفييتي تأثيراته البالغة على صعيد التوازن
الدولي، و التوازنات الإقليمية في مناطق عديدة من العالم، و عملت واشنطن على
صياغة جديدة لمفهوم أمنها القومي الذي رأت ضرورة تجاوزه حدودها الجغرافية و قد
شكلت أزمة الخليج
الثانية، الفرصة السانحة لتطبيق الرؤية الأمريكية التي تساعدها
الاستفراد بزمام القرار الدولي، و عدم السماح لأية قوة بمنازعة هيمنتها حتى لو تعلق
الأمر بحلفائها الأوروبيين حاولت روسيا إعادة بناء علاقاتها مع العالم، و خاصة مع
جيرانها الحلفاء السابقين و أعداء الأمس الغرب الليبرالي، و ذلك بإعادة هيكلة سياستها
الخارجية، بالانفتاح على الغرب و التعامل معه على أساس مصالح مشتركة، تفكيك
حلف وارسو للدخول في مشروع أمني جديد.