ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تسعى الدراسة الحالية إلى التعرف على طبيعة العلاقة القائمة بين الواقع و الوعي الاجتماعيين من منظور ندعوه بالتفاعلي من جهة, و الوقوف على إسهام كلاً منهما في إسباغ الطابع الاجتماعي على الآخر من جهة أخرى, بخاصة و أن النظر في العلاقة بين الواقع و الوعي كث يراً ما اتخذ طابعاً أحادياً في النقاشات الدائرة حولها سواء لدى المشتغلين في علم الاجتماع بشكل خاص أو لدى المشتغلين في العلوم الاجتماعية بشكل عام, حيث انصب الاهتمام على تبيان من يسبق من الوعي أم الوجود؟ و بمقدار ما أثرى اختلاف الإجابات علم الاجتماع بالآراء و النظريات بمقدار ما ترك أثراً بالغاً من جهة حدية النظرة عند تقدير من هو الأساسي و من هو الهامشي في علاقة الوعي بالوجود الاجتماعي. و بعيداً عن هذه التقديرات الأحادية و الحدية تحاول الدراسة الحالية استجلاء العلاقة بين الوعي و الوجود الاجتماعيين من خلال ما يمكن تسميته صورة الواقع في ذهنية الفاعلين الاجتماعيين كما تجسدها واقعاً العلاقة بين القيم و الواقع كون القيم تشكل جانباً مهماً من جوانب الوعي و موجهاً في الوقت نفسه لعلاقات الناس و سلوكاتهم و تصرفاتهم المتنوعة و المتعددة في واقع يتصف هو الآخر بتنوع جوانبه و موضوعاته و أشيائه.
يهدف البحث الحالي إلى الكشف عن العلاقة بين السلوك الاجتماعي المدرسي و مفهوم الذات لدى عينة من تلاميذ الصف الثاني الثانوي، و دراسة الفروق بين الجنسين (الذكور و الإناث) في متغيرات البحث ( السلوك الاجتماعي المدرسي، مفهوم الذات). و تكون مجتمع البحث من مد ارس التعليم الثانوي الحكومية في منطقة صحنايا، و هم طلبة الصف الثاني الثانوي (15- 17) سنة، و قد تم سحب العينة بشكل عشوائي و التي بلغت (90) طالباً و طالبة (45 ذكور+ 45 إناث)، و استخدمت الباحثة الأدوات التالية: 1- مقياس السلوك الاجتماعي المدرسي، 2- مقياس مفهوم الذات بعد أن قامت باختبار صدقهما و ثباتهما و قد اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي و ذلك لمناسبته لطبيعة البحث، و قد وضعت مجموعة من الفروض و أتت النتائج كما يلي: 1- وجود علاقة دالة إحصائياً بين السلوك الاجتماعي المدرسي و مفهوم الذات لدى عينة البحث. 2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في السلوك الاجتماعي المدرسي تبعاً لمتغير الجنس لصالح عينة الذكور. 3- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مفهوم الذات تبعاً لمتغير الجنس لصالح عينة الذكور. و في ضوء هذه النتائج قدمت الباحثة مجموعة من المقترحات كان أهمها إجراء المزيد من الدراسات و البحوث حول السلوك الاجتماعي المدرسي و علاقته ببعض المتغيرات النفسية في المراحل التعليمية المختلفة (الابتدائية، الجامعية) و ضرورة وضع برامج إرشادية تهدف إلى إكساب المراهقين الأساليب الصحيحة لتعلم السلوكيات الاجتماعية المدرسية الصحيحة و التي تؤدي إلى تنمية مفهوم ذات إيجابي.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا