ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يسبب التباين في طرائق التعليم مشكلات عديدة تجعل من رحلة طالب العمارة الدراسية رحلة شاقة، و ربما محبطة. لذلك تقترح هذه المقالة هيكلاً تعليمياً لمقررات التصميم يسعى لوضع خارطة طريق تتتابع وفقها المعلومات و تبنى على أساسها القدرات التصميمية للطالب. يرتب الهيكل المعلومات المطروحة و يسلسلها بالتوافق مع تراكم الخبرات النظرية التي يكتسبها الطالب من فصل دراسي إلى آخر. يستند الهيكل إلى المناحي الرئيسة الثلاثة التي يتناولها أي تصميم وفقاً لفيتروفيوس و هي الوظيفة و الإنشاء و الشكل، يضاف إليها منحيان باتا عظيمي الأهمية هما المنحيان البيئي و الاجتماعي. طبق هذا الهيكل بشكل مبدئي مدة فصلين دراسيين في الجامعة الدولية للعلوم و التكنولوجيا بدمشق، و طبق معه أيضاً التحكيم العلني للمراسيم جميعها. تظهر النتائج الأولية من خلال استبيان و مقابلات تقبل الأساتذة و الطلاب لفكرتي الهيكل العام و التحكيم العلني. عملياً، أظهر الاستبيان أن تطبيق الهيكل لا يزال غير كامل و يحتاج إلى بعض الوقت كي يعتاد عليه الأساتذة و يتبنوه بشكل جدي، أما التحكيم العلني فقد كان حماس الطلاب له كبيراً.
تستخدم الغالبية العظمى من كليات العمارة في الوطن العربي نموذج المرسم المستقل حيث يعمل طلاب الفئة الواحدة مع أستاذهم في معزل عن بقية المراسم. من جهة أخرى، يجري التدريس المعماري فيما يدعى المرسم المفتوح حيث يشترك مجموعات طلابية عدة تابعة لمستويات تعليم ية مختلفة في مرسم واحد. يستفيد الطلاب من هذا المناخ اجتماعيًا و أكاديميًا و يتبادلون المعلومات و الأفكار. و مع فوائده، لم ينتشر هذا النمط من المراسم في البلاد العربية انتشارًا واسعًا. انتقلت الجامعة الدولية الخاصة للعلوم و التكنولوجيا من مقرها الرئيس في غباغب إلى دمشق بسبب الظروف الراهنة، و استقر قسم الهندسة المعمارية في قاعة المحاضرات التابع لمبنى المعلوماتية في حديقة تشرين. يستخدم هذا الفراغ عددًا من المراسم في وقت واحد، مما عنى أن القسم اضطر إلى خوض تجربة المرسم المفتوح بشكل قسري. كانت هذه فرصة مناسبة لتقييم التجربة خاصة بعد مرور عام كامل على التعايش المشترك بين المراسم المختلفة مع بعضها بعضًا. أظهر استبيان أجاب عنه أربعة و ستون طالبًا و أربعة أساتذة أن العينة المدروسة تعتقد أن المرسم المفتوح سمح بفرص تعارف اجتماعية أكبر بين الطلاب، و بعلاقة اجتماعية أفضل مع الأساتذة، و بإمكانيات تعاون أكاديمي أكبر بين الطلاب، و بفرص إفادة أكبر من الفريق التعليمي بالكامل. و ترغب غالبية عظمى من العينة المدروسة بإيجاد مناخ مشابه في مقر الجامعة الرئيس عند العودة إليه. بالاعتماد على هذه التجربة كان واضحًا أن العلاقات الإنسانية بين الطلاب قد تحسنت، كما أن درجة التعاون الأكاديمي ازدادت ازديادًا ملحوظًا. لذلك توصي المقالة باعتماد المرسم المفتوح بشكل أو بآخر كتجربة يمر بها الطلاب على الأقل فصلا دراسيًا واحدًا. كما توصي بالأخذ بالحسبان جديًا فكرة تطوير ما يسمى وثيقة ثقافة المرسم كوثيقة يعتمدها كل برنامج معماري لتوجيه العلاقة بين الطلاب أنفسهم و بين الطلاب و المدرسين لبناء فكر معماري يؤمن بالعمل الجماعي و التعاون المهني السليم.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا