مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
778 منشوراتفرضيات البحث:- صياغة الفرضيات وشروطها
تقوم بعض البحوث على أساس اختيار صحة فرضيات الباحث، وقد لا يصاغ فرض أساس أو عدد من الفروض لتغيير العلاقات التي تحكم الظواهر أو المشكلات التي يبحثونها. الا ان ليس كل البحوث تحتاج الى فرض الفروض فبعضها لا يتطلب لذلك كالبحث الوصفي الذي يكرس لوصف ظاهرة معينة أو وصف معركة معينة. أو استعراض تاريخ ظاهرة معينة.
أما عندم يكون الباحث بصدد تفسير ظاهرة معينة فتبرز الحاجة الأساسية لان الفرضية تعني علاقة بين متغيرات ولا تعتبر الفرضية صحيحة الا إذا فسرت علاقة بين متغيرين أو أكثر بحيث يمكن اعتبار تلك العلاقة والفرضية حل مؤقت للمشكلة قابلة للاختبار يستخدمه الباحث كي يصل الى الحقائق.
وفرض البحث الجيد يتميز بعدد من الخصائص أهمها:
1) ان يكون الفرض معقولاً من حيت اتساعه وشموله مع تجنب الفروض ذات الدلالات الشاملة، فالباحث يحدد بأخيار فرضاً محدداً في مجاله أي أكثر قابلية للاختصار والتحقيق، وعلى الباحث ان يختار الفروض التي يسهل اختبارها ودلالة في الوقت ذاته.
2) ان يكون الفرض ذا صلة وثيقة بعكل الباحث، وان يكون منبثقاً من ملاحظات ومتابعات.
3) ان يكون الفرض منسقاً مع الحقائق المعروفة ومن الصعب ان يكون الفرض منسقاً مع جميع الحقائق.
4) ينبغي على الفرض ان لا يعارض مع القانون العلمي الثابت لان قوانين العلم وحدة متكاملة. ولكن يجوز ان يعارض نظرية معروفة أو مشاعة.
5) ان يصاغ الفرض بطريقة قابلة للاختبار واثبات صحته أو نفيه والفرضية باصطلاحات البحث تدعى بالمتغير التابع.
6) ان يصاغ الفرض بصورة واضحة كي لا يحدث التماس أو غموض في نصه فمع الصياغة الواضحة الخالية من الحشو يمكن الإفادة منها في مفهومها واخيارها لذا لابد من صياغة سهلة بعيدة عن التكوينات الغامضة.
7) ان يمتاز الفرض بالشمول في النظر الى القضايا وتفسيرها جميعاً وتثبتاً بعدد منها والا فسوف تكون ناقصة.
8) يجب ان تقدر الفروض وتحدد علاقة بين متغيرات البحث، فالفرض الذي يمكن قبوله على أساس معايير ومقاييس فهو فرض يجب ان يحدد علاقة بين متغيرين.
مثال:- كالفرض القائل (ان الصفوف الدراسية التي يدرس فيها مدرسون يظهرون عدواناً يظهر تلاميذهم هذا العدوان)
فهذا الفرض يشير الى متغير يمكن قياسه على أساس عدد وقائع العدوان التي تصدر عن الفرد سواء كان ذلك بالنسبة للتلميذ والمعلم وقد تكون طريقة القياس غير مباشرة عن طريق الاختيارات الاسقاطية.
اذن الفرض يبقى مجرد تخمين – ذي قيمة تفسيرية ضئيلة - حتى يتم التوصل الى دليل يؤيده – قابل للتحقيق التجريبي.
مصادر الحصول على فرض بحث:
1) الحدس والتخمين والتأمل، لا تأتي الفرضية من لا شيء، بلهي وليدة تفكير واستيخاره الذي ينبثق فجأة في ذهن التأمل.
2) خبرات الباحث السابقة، وتجاربه الشخصية والمعرفة الاختصاصية وضروراته المتنوعة، كل ذلك يؤدي الى خروج الباحث بفرضية معينة.
3) الاستنباط من نظريات علمية، يستطيع الباحث من خلال اطلاعه على نظريات علمية ان يبني فرضية على هذا الأساس.
4) المنطق، قد تكون الفرضية مبنية على أساس من المنطق الذي يبررها ويبين تركيبها ويؤمن صياغتها.
5) دراسة البحوث السابقة، من اطلاع الباحث على الدراسات السابقة في ميدان الاختصاصات ليساعده على الخروج بفرضية مناسبة لما ورد في الدراسات السابقة أو مخالفة لها.
أنواع فرضيات البحث
هناك نوعيتين من الفرضيات من حيث التصنيف الأساسي هي :-
1) الفرضية الاختبارية أو البدلية:- وهي الفرضية الاساسية في البحث ويعتمد عليها الباحث، وهي فرضية تؤكد بصورة عامة ان متوسطات المجتمع الاخطائي المتعامل معه ليست متساوية في التأثير.
2) الفرضية الصفرية: - وهي فرضية إحصائية تستعمل احياناً في بعض البحوث من اجل تنظيم الاستدلال اذ يقول الباحث ان متوسطات المجتمع الاحصائي المتعامل معه متساوية في التأثير.
حدود البحث :-
تعتبر حدود البحث من الخطوات المهمة، فلابد للباحث من ان يوضح معالم بحثه وحدوده الى حدود الميدان الذي يتحرك فيما متصل بجواب المشكلة والعينة والمجال الزمني ........ الخ.
فبدون التحديد يظل الباحث يتخبط ولا يستطيع التركيز على أهداف بحثه. وهذا يحدد في كل مرحلة من مراحل البحث ابتداء من اعداد الأدوات وتطبيقها الى جمع البيانات وتفسيرها والتوصل الى النتائج. كما يجنب الباحث التورط في تعميمات مبالغ فيها ونتائج تتعدى حدود البحث ويوفر له الوقت والجهد.
ويتحدد البحث بالحدود التالية:
1) الحد أو المجال الزمني:
يحدد الباحث مجال بحثه بمدة زمنية معينة كأن يقول يتحدد هذا البحث بالفترة الوقتية ما بين (2016-2018) ولا يوجد معيار معين لطول مدة البحث. فالمدة تحددها طبيعة البحث وما يقدمه الباحث من تبريرات واضحة لاختياره هذه المدة.
2) الحد أو المجال البشري:
اذا كان في نية الباحث ان يطبق بحثه على مجتمع بحث أو شريحة منه فلابد ان يحدد ذلك المجتمع أو تلك العينة فأن يقول يقتصر هذا البحث على عينة مختارة من طلبة جامعة كذا أو كلية أو عينة مختارة من العمال أو أعضاء الهيئة التدريسية وله الحق ان يطبق بحثه على مجتمع كله اذا كان حجم ذلك المجتمع صغيراً. بحيث تمكن دراسته من دون اخذ عينه منه.
3) الحد أو المجال الجغرافي (الحدود المكانية):-
يحدد الباحث مجال بحثه جغرافياً كأن يقول يقتصر هذا البحث على منطقة بغداد أو المحافظات الغزالية أو دولة العراق أو عدد البلاد التي يسميها.....الخ . مع ذكر المبررات الواضحة لاختيار المكان.
تحديد أو تعريف المصطلحات في فرضيات البحث
لما كان التزام الدقة في التعبير يعد أحد المعايير في تصميم البحث الجيد فلابد من تعريف كل المفاهيم والالفاظ التي تزيد من البحث بخاصة تلك المفاهيم غير المعروفة أو التي تقبل التفسير، يختلف القرار في فهمها. وخاصة عن العلوم السلوكية والعلوم الإنسانية بعامة يشوب مصطلحاتها شيء من الغموض لاسيما تلك الكلمات المعربة من لغات الأجنبية. كما ان الكلمات لها معان مختلفة لدى الافراد، أو الاختلاف يكمن في طبيعتها ولا يمكن فهمها الا من خلال سياق العبارة، مما يتطلب ان يهتم الباحث في التحديد الدقيق للألفاظ والمصطلحات المستخدمة في بحثه.
ان التحديد الدقيق للمصطلحات يساعد على تحديد الإطار المرجعي الذي يستخدمه الباحث في معالجة المشكلة.
وعادة ما يتم تحديد المصطلحات بصورة إجرائية، ان تعريف المصطلح اجرائياً يعتمد على متطلبات البحث وأهدافه كما يعتمد على أسلوب جمع البيانات والمعلومات والأدوات المستخدمة في ذلك، وعادة ما يقوم الباحثون بتبني أحد التعاريف المستعرضة من القواميس والمصادر لصالح بحثهم لأنه الأنسب لدراستهم وهذا جائز على ان يذكر اسم المصدر والا تعرضت أمانة العلمية الى النقد.
والصيغة المثلى التي على الباحث اتباعها في تعريف المصلحات هي الرجوع الى المصادر ذات العلاقة كدوائر المعارف والمعاجم والقواميس والأبحاث السابقة جامعاً ومناقشاً لما يحصل عليه منها من تعريفات وصولاً الى تحديداته الخاصة التي تخدم بحثه القائم، على ان يثبت تلك التعريفات ومناقشتها لها وفي نهاية المطاف يصل الى تعريفه المفضل.
وهناك باحثون آخرون يعمدون الى تحديد بعض المصطلحات المستخدمة في بحثهم تاركين اغلبها وكأن الامر يتوقف على تغطية خطوات البحث فحسب. وليس تغطية كل المصطلحات الواردة في عنوان البحث وضمن البحث التي يتوقع ان القارئ سوف يسأل عنها وقد يسيء فهمها.