مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
778 منشوراتمفهوم البنك المركزي ( Central Bank consept )
هو مؤسسة نقدية حكومية تهيمن على النظام النقدي والمصرفي في البلد ، ويقع على عاتقها مسؤولية اصدار العملة ومراقبة الجهاز المصرفي ، وتوجيه الائتمان لزيادة النمو الاقتصادي والمحافظة على الاستقرار النقدي عن طريق توفير الكميات النقدية المناسبة داخل الاقتصاد وربطها بحاجات النشاط الاقتصادي .
2ً –نشأة البنك المركزي :Central Bank Organization
أن الجذور التاريخية للصيرفة المركزية تمتد إلى ما قبل منتصف القرن السابع عشر، عندما لوحظ انه في العديد من البلدان ، اخذ احد المصارف يتولى تدريجياً مهمة اصدار الاوراق النقدية ، والقيام بدور الوكيل المالي والصيرفي للحكومة ، بعد أن كان حق اصدارها متروكاً لكل المصارف، وعلى هذا الاساس يسمى هذا المصرف في البداية بنك الاصدار (Bank of Issue) او البنك الوطني. و نجم عن تركز الاصدار في يد بنك واحد ، أن اصبحت مسألة تنظيم اصدار العملة ، وضمان تحويلها إلى ذهب أو فضة أو الاثنين معا اهم وظائفه الاساسية ، وبمرور الوقت و كنتيجة لتطور العمل المصرفي توسعت وظائفه و اغراضه لتتناول تنظيم الاصدار و الاشراف على الائتمان على حد سواء .
و يمكن القول في هذا الصدد أن البنك السويدي المعروف باسم (Risk Bank) الذي انشيء عام
1656 وبنك انكلترا عام 1694 يعدان من اوائل بنوك الاصدار في العالم كما يرجع لهما الفضل في تطوير فن الصيرفة المركزية ( The Art of Central Banking ) ثم بعد ذلك انشاء بنك فرنسا عام 1800 و بنك هولندا 1814 ، والبنك الوطني النمساوي 1817 والبنك الوطني البلجيكي 1850 ، و بنك روسيا 1860 و بنك المانيا 1875 ، و بنك اليابان 1882 .
و من الملاحظ ان بنوك الاصدار في صورتها الاولى كانت بنوكا تجارية خاصة ، ثم منحتها الحكومات امتيازا لاحتكار العملة مع حقها في الاشراف عليها و سيرها طبقا لقواعد مرسومة كما حدث في هولندا عام 1814 ، والنمسا عام 1817 ، و انكلترا 1844 ، و فرنسا 1848 ، و روسيا 1860 واسبانيا 1873 ، واليابان 1882 و السويد 1897 ، و قد تمخض عن هذا الامتياز ان تميزت بنوك الاصدار عن غيرها من البنوك الاخرى ، و بمرور الزمن وبعد ان كسبت بنوك الاصدار احترام البنوك الاخرى وشاع استعمال الاوراق النقدية من قبلها و توليها الوكيل المالي للدولة ، توسعت اختصاصاتها لتشمل ليس الاصدار فقط بل ايضا المحافظة على احتياطيات البلد من الذهب كما وجدت المصارف التجارية ان من المناسب لها ان تحتفظ لدى بنك الاصدار بحساب خاص تودع في أرصدتها النقدية ( احتياطاتها النقدية ) لتسوية حساباتها ، و بذلك اصبح بنك الاصدار يقوم بوظيفة الامين أو الحارس ( Custodian ) لأحتياطيات المصارف التجارية ، و من هذه الوظيفة تفرعت وظائف اخرى اهمها اعتباره كملجأ أو كمقرض اخير ( Lender of Last Resort ) تلجأ اليه المصارف التجارية للتزويد بالسيولة كلما كانت هنالك ضرورة لذلك وفي نهاية القرن التاسع عشر انشأت العديد من بنوك الاصدار في بلدان العالم مثل البرتغال و رومانيا و بلغاريا و تركيا والعراق و مصر و الجزائر , و جميع هذه البنوك ، احتكرت الاصدار منذ انشائها و السبب في منح امتياز اصدار الاوراق النقدية الى بنك واحد ان توحيد الاصدار يسهل اشراف الدولة عليه و يزيل حالة الافراط في الاصدار التي تنشأ عن تعددية جهة الاصدار .