مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
778 منشوراتيعتمد التّخيل البصريّ على قوانين منطقيّة مجرّدة مرتبطة بالموقف التّعليميّ، إذ لا يحدث التّخيّل البصريّ إذا تعرّض المتعلّم إلى موقفٍ آني وقتي، يتطلّب التّخيل البصريّ من المتعلّم إيجاد علاقات رمزية مجرّدة للموقف، والقيام بالرّبط بين تلك الرّموز لتحقيق أهداف محدّدة فمثلاً: عندما يعرض على المتعلّم مفهوم المثلث، فإنه يتخيّل صورة خاصة لشكل المثلث في بنيته العقليّة كما تعرّف عليه سابقاً، فقد يتخيّل أنّ المثلث له ثلاثة أضلاع وثلاث زوايا. بينما يسبق التّفكير البصريّ التّخيل البصريّ ويعتمد على الأشكال والرّسومات والصّور المعروضة في الموقف، والعلاقات الحقيقيّة المتضمنة فيها، إذ تقع تلك الأشكال والرّسومات والصّور بين يديّ المتعلّم، ويحاول أن يجد معنى للمضامين الّتي أمامه، أمّا التّخيل فهو نوع من التّصور للموقف، ووضع افتراضات لسدّ الفجوات، والتّخلص من الغموض الّذي يحيط بالموقف، إذ يستخدم المتعلّم إمكاناته الموجودة لديه من نظريات وقوانين لتحقيق أهداف الموقف أو التّخلص من الغموض. فالصّور العقليّة عن الأشياء هي نوع من التّخيل البصريّ القائم على إدراك القوالب البصريّة، وتكوين نماذج عقليّة مخزّنة في البنية العقليّة للمتعلّم، الذي يفيد من تلك الصّور في علاج مواقف مستقبليّة سيتعرض لها، إذ ينتقل في عمليات التّفكير من الصّور الحسيّة البصريّة إلى تخيّل تلك الصّور بصورةٍ رمزيةٍ مجرّدةٍ، ومنه يدعم التّفكير البصريّ التّخيل البصريّ، ويعدّ خطوة مهمة لوضع افتراضات معينة لحلّ مشكلةٍ معينةٍ، أو التّخلص من موقفٍ مُعضلٍ .