مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
778 منشوراتمن وجهة نظر سريرية تظهر البردة كردة فعل دفاعية ضد جسم غريب من نوع الشحم, و هو التهاب تحت حاد مع خلايا عملاقة تحوي أجساماً شحمية في نسيج حبيبي, يمكن أن تأخذ البردة كل الأشكال وكل الأحجام من حجم حبة القمح لحبة الجلبان, و يمكن أن تصل لحجم حبة البندق, و يمكن أن تتوضع في أماكن متعددة, بعضها يكون أكثر ملاحظةً بالجس منه عيانياً (خصوصاً بعد حقن و تشرب المادة المخدرة التي تضيع مادة التورم), وهناك مظاهر سريرية مختلفة للبردة بحسب مكان توضعها:
أ- البردة المتوضعة في الوجه الخارجي للصفيحة الغضروفية: و تبدو بشكل تورم نصف كروي, صلب, عديم الألم, طويل الأمد تحت جلد الجفن, يحدث الألم فقط نتيجة الإنتان, يكبر هذا التورم تدريجياً وبدون أعراض واضحة, و لكنه يبقى محدداً جيداً و يكون مثبتاً بالظفر, بينما الجلد المغطي له يكون متحركاً عليه بشكل جيد, هذا الجلد يكون في البدء طبيعياً, و لكن مع تقدم الآفة و ازدياد حجمها, فإن الجلد يصبح مشدوداً و متألقاً, و يمكن أن نجد التهاباً في ملتحمة الظفر المجاورة للبردة, حيث تكون مخملية الشكل, محمرة و متوذمة, و لكنها تصبح رقيقة تحت تأثير الضغط عليها, و بقلب الجفن نلاحظ بقعة رمادية مزرقة في الملتحمة, محاطة بطوق نسيجي محتقن بشدة, هذه البقعة تتوضع في نفس المكان الموافق لوجود البردة, وهذا له أهمية جراحية حيث يتم شق البردة في نفس المكان. في بعض الحالات يمكن للبردة أن تثقب الصفيحة الغضروفية الجفنية في الأمام, و هذا يؤدي إلى تكاثر نسيج حبيبي, داخل النسيج تحت الجلد, مكوناً ورماً مسطحاً, لين القوام, يبقى عدة أشهر دون تغيير, وهذا ما يسمى البردة الخارجية.
ب- البردة المتوضعة في الوجه الداخلي للصفيحة الغضروفية: تبدو بشكل عقيدة متوضعة تحت الملتحمة بلون أصفر, أو مائلة للرمادي, صلبة أو رخوة, هادئة أو متهيجة, و ترتشح بالظفر بشكل كامل, و يمكن أن تكون مسؤولة عن ظهور وذمة خفيفة بالجفن, و لدى قلب الجفن نلاحظ بروز التورم تحت الملتحمة و أحياناً يمكن أن نجد بوليباً هشاً ينزف بسهولة.
ج- بردة الحافة الحرة أو البردة الهامشية: و تتشكل في أقنية غدد الصفيحة الغضروفية الجفنية, تبرز بشكل تنبتي حليمي في منطقة الأهداب الجفنية, جدارها الخلفي مسطح و ذلك لانضغاطها بكرة العين في الخلف, و تكون نهايتها مدببة, و يسمح قلب الجفن برؤية الشكل المثلث الزوايا للتورم الذي يشوه الملتحمة.
د- التهاب الصفيحة الغضروفية: و يتعلق بتجمع عدة بردات حيث تصاب كامل الصفيحة الغضروفية الجفنية, كذلك فإن اثنين أو أكثر من هذه البردات قد تندمج مع بعضها, و هذا ما يعطي الصفيحة الغضروفية مظهر عقيدات متبارزة و يصاب الغضروف الجفني بالثخانة على كامل امتداده, و يصبح قلب الجفن صعباً, و يبقى الجلد حراً, و لكن قد يحصل اضطراب في لونه, أما ملتحمة الغضروف الجفني فتصبح خشنة و مخملية القوام, و أحياناً تأخذ المظهر العقدي, و الصورة السريرية هذه قد تتشابه مع التهاب الغضروف الجفني أو التنشؤ الورمي.