مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
778 منشوراتيقصد بالمادة العضوية تلك البقايا والمخلفات، نباتية كانت أو حيوانية المنشأ، التي تصل التربة تلقائياً أو تضاف إليها سواء كانت هذه البقايا متحللة أم مقاومة للتحلل، مضافاً إليها الكائنات الحية الدقيقة الموجودة .
تتكون المادة العضوية عموماً من 50% كربون (C)، و40% أوكسجين (O)، و5% هيدروجين (H)، و4% نتروجين (N)، و1% كبريت (S). ويتراوح محتوى التربة من المادة العضوية ما بين 1-10% وذلك تبعاً للمناخ السائد والتضاريس والأساليب الزراعية المتبعة وغيرها . ويطلق مفهوم الدبال Humus على الجزء المتدبل المتحول بفعل الأحياء الدقيقة انطلاقاً من مادة عضوية خام ، ويتميز بقدرة ادمصاصية عالية وسعة تبادلية كبيرة لذلك يعد بمثابة مخزنا للكاتيونات السهلة التبادل، كما ينظم التوازن بين الكاتيونات المدمصة والذائبة ويؤدي دوراً مهماً في إكساب التربة اللون الداكن مما يزيد من قدرتها على امتصاص الحرارة
تشكل المادة العضوية في التربة الزراعية والحراجية إحدى المراحل المهمة في دورة الحياة على الأرض التي تعيد فيها المادة العضوية الكثير من العناصر الأساسية إلى الحالة الحرة، وعلى الرغم من الدور المهم للمادة العضوية في تزويد التربة بالعناصر الخصوبية التي تدخل في تغذية النبات إلا أنها تؤدي في الوقت ذاته دوراً لا يقل أهمية في التحولات التي تجري في التربة عن طريق رفع معدل إتاحة العناصر الآتية:Fe وZn وCu وغيرها في التربة، وذلك عن طريق خفض pH التربة أو الحيلولة دون دخول تلك العناصر في مركبات صعبة الذوبان عن طريق تشكيل معقدات عضوية معدنية. ويعتقد أن المادة العضوية تؤثر في مجمل الخصائص الحيوية والكيميائية والفيزيولوجية للتربة, إذ تساعد في زيادة نمو الكائنات الدقيقة وتزودها بالطاقة اللازمة لنشاطها، كما تزيد من سعة التبادل الكاتيوني للتربة لما تمتاز به من سعة تبادل كاتيوني عالية وتسهم في ربط العناصر الصغرى كالنحاس الكاتيوني للتربة لما تمتاز به من سعة تبادل كاتيوني عالية وتسهم في ربط العناصر الصغرى كالنحاس والزنك والمنغنيز بمعقدات ثابتة، وتزيد المادة العضوية السعة التنظيمية للتربة Buffering Capacity من خلال دورها في تنظيم pH التربة والحد من التغيرات الطارئة التي يمكن أن تطرأ عليه، وبالإضافة لما سبق تزيد المادة العضوية من ثباتية بناء التربة لارتباطها مع معادن الطين وترفع قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء. ويعتقد أن المادة العضوية الكلية تؤدي دوراً في قابلية التربة للتراص والتفتيت، وفي قدرتها على الاحتفاظ بالماء، كما تساهم في تنظيم حركة الماء والهواء في التربة وحفظ المغذيات وتحد من قابلية التربة للتعرية، كما أن تدهور بناء الترب الزراعية غالباً ما يكون بسبب انخفاض محتوى التربة من المادة العضوية، وأن زيادة كمية المادة العضوية في التربة ترتبط بزيادة الإنتاجية بسبب مساهمتها في زيادة السعة المائية للتربة وتحسين بناء التربة، وتزويدها للنبات بالعناصر المغذية المختلفة.
كما أن إضافة الأسمدة العضوية للتربة قد ساهمت في زيادة تهوية التربة بمقدار 15% بالمقارنة مع الشاهد وزادت من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، وقد أدى تحسن ثباتية بناء التربة ومساميتها إلى زيادة في معدل رشح الماء في التربة مما ساعد على الحد من انجرافها المائي والريحي ،كما أن إضافة الأسمدة العضوية للتربة تساهم في زيادة الكربون العضوي والنتروجين الكلي في الأفق السطحي للتربة.
تؤدي المادة العضوية دوراً في زيادة قدرة الأراضي على الاحتفاظ بالمياه، إذ أن المادة العضوية ما هي إلا عبارة عن غرويات تتشرب الماء وتزيد مقاومة الأراضي للجفاف، ولقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الإضافات العضوية يمكن أن تعزز وتدِّعم فعالية استعمال المياه عبر تحسين نفاذية التربة وزيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه في منطقة انتشار الجذور والتقليل من الصرف العميق، وأن هذه التأثيرات الإيجابية تنشأ من تحسين المادة العضوية لخواص التربة الفيزيائية والكيميائية، الذي يزيد بدوره من إنتاجية هذه الترب ويقلل من الماء المهدور
كما أن دور المواد العضوية في إتاحة المغذيات الصغرى في التربة يتم من خلال تشكيل المخلبياتChelates. بالإضافة إلى ظهور العوز (النقص) بالعناصر الصغرى في الترب الكلسية وكذلك في الترب العالية المحتوى من المادة العضوية، إذ إن زيادة ادمصاص هذه العناصر وارتباطها بالمواد العضوية يؤثر في قابلية إتاحتها للنبات. كما أن دور المخصبات العضوية في تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية للتربة يكمن في تفاعلها مع معادن الغضار، ومن ثم تحسين كل من الخصائص المائية والهوائية للتربة وكذلك سعة امتزازها للعناصر الخصوبية وجعلها بصورة متاحة للنبات.