مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
778 منشوراتهناك نموذجان عامان معروفان للسرطانات الغدية المعدية هما السرطانات المتقدمة والسرطانات الباكرة:
المظاهر العيانية للسرطانة المتقدمة(Advanced Gastric cancer) النامية أو السليلة (عبارة عن كتلة صلبة قد تصل حتى 10سم، تبرز ضمن لمعة المعدة، وقد يتقرح سطحها جزئيا مع أو دون ارتشاح النسج العميقة. تبدو السرطانة المتقرحة بشكل قرحة مختلفة القياس من 1-10 سم، يحيط بها نسيج صلب مرتفع وعقيدي مع حواف غير منتظمة بصورة وصفية، وقاعدة قاسية على عكس القرحات السليمة ذات الحواف المنتظمة والقاعدة الطرية بصورة عامة، وقد نجد صعوبة في التمييز بين القرحة السليمة والسرطان المتقرح ويبقي للخزع التي يجب أن تؤخذ من الحواف القول الفصل في التشخيص مع الإشارة إلى أن سلبية الفحص لا تنفي الخبث. يبدو جدار المعدة في السرطانة المنتشرة أوالمتقرحة متسمكا بشكل كبير، عندما يصاب الجدار بأكمله يطلق عليه السرطان الصلد، وقد اختلط قديما مع تشخيص الالتهابات المعدية المزمنة التليفية.
تختلف أشكال السرطانة المتقدمة نسيجياً من غدية جيدة التميز حتى غير المتميزة (كشمية)، وتشاهد أشكالا متميزة في النوع السليلي وغير المتميزة في الأنواع المرتشحة والصلدة، أما في الأشكال القرحية فتتوضع الخلايا بشكل حبال أو مجموعات صغيرة. أو أحيانا تحوي الخلايا الورمية مفرزات مخاطية غزيرة تدفع النوى نحو المحيط معطية اسم خلايا الخاتم ذات الفص، عند خروج هذه المفرزات خارج الخلايا تحدث بحيرات مخاطية تسبح فيها نوى الخلايا الورمية تسمي السرطانات المخاطية(Mucinous carcinoma ). يمكن للخلايا أن تتوضع بشكل حليمي( Papillary carcinoma) أو كتلي (( Medullary carcinoma.
بدأت دراسة السرطان المعدي الباكر(Early Gastric Cancer) في اليابان بداية الستينات من القرن الماضي، عندما لاحظ أخصائيو جهاز الهضم ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان المعدة في بلادهم فبدؤوا بإجراء مسح تنظيري لكبار السن للكشف المبكر عن هذا الداء وأطلقوا عليه السرطانة المعدية الباكرة، يقتصر توضع هذا الورم على المخاطية أو تحت المخاطية فقط دون ارتشاح في العمق ، كان يعبر عن هذا السرطان سابقا بالسرطان السطحي (Superficialspreading carcinoma)، وهو تشخيص تشريحي مرضي صرف ولا يعود هذا التعبير إلي فترة بقاء خباثة الورم أو حجمه أو وجود أعراض له أو وجود نقائل أو قابليته للعلاج، في الحقيقة فإن 5-20% من هذه السرطانات تكون قد أعطت نقائل إلى العقد اللمفاوية في الوقت الذي تكشف فيه يشكل هذا النوع حوالي ثلث مجمل سرطانات المعدة في اليابان بينما تبلغ نسبته في الولايات المتحدة وأوروبا حوالي 5% من السرطانات المشخصة. تنشأ العديد من السرطانات المعدية على ظهارة مصابة مسبقا بحؤول معوي، والذي يترافق مع التهابات المعدة الضمورية، بالمقابل فالأكثر احتمالا أن تنشأ السرطانات الكشمية على مخاطية معدية طبيعية، ومع ذلك هنالك استثناءات معتبرة لا يمكن وضع قاعدة ثابتة في الموضوع. كما هو الحال في السرطانات المتقدمة تتواجد الأنواع الباكرة في القسم البعيد للمعدة وقد صنفت من قبل اليابانيين تبعا لمظهرها العياني ضمن ثلاثة نماذج: النموذج الأول Type I: ويبرز ضمن لمعة المعدة بشكل مفصص أو كتلي. النموذج الثاني Type II: يتظاهر كآفة سطحية مسطحة أو مرتفعة قليلا.النموذج الثالث :Type III عبارة عن قرحة سرطانية، قد يتشارك مع النموذج 1-11. يتكون النموذج الأول والثاني من سرطانة غدية متميزة جيدا، أما النموذج الثالث فيتراوح مظهره بين المتميز جيدا حتى الكشمي. و يمكن اعتبار السرطان المعدي الباكر مرضا مستقلا عن السرطان المتقدم، وتكون معالجته أخف شدة واستجابته للعلاج أكبر نظرا لصفاته الحيوية المنخفضة من حيث قدرته على الاجتياح العميق، يبقي إنذار السرطان المعدي الباكر وحتى بوجود نقائل إلى العقد اللمفاوية أفضل بكثير من السرطان المتقدم.