يحاول هذا البحث الوقوف على أبعاد اشتيار العسل في شعر الهُذليّين، الذين يربطون حديث الاشتيار بتشبيه مذاق العسل بمذاق ريق المرأة، مشيرين بذلك إلى لذّة الوصول إلى المبتغى بعد الجهد. و في أثناء هذا الحديث يشيرون إلى مزج العسل و الماء الصافي و الخمر؛ للدّلالة على حياة سامية يسعون إلى بلوغها. و نلمس في حديثهم هذا تركيزاً على استعراض سوء حالة المشتار المعيشيّة و تعبه، و تعرّضه للأخطار حتى يحصل على الشّهدة. و يبيّنون في شعرهم أنّ مشتار العسل، في سعيه للحصول على العسل في الأحوال الصّعبة، و الظّروف القاسية المتمثّلة بوعورة المكان و الأخطار المحيطة بالاشتيار, يقدّم صورة للشاعر المكافِح في سبيل بلوغ مراده. و تبرز في لوحاتهم الشعرية الأخطار الماثلة في مكان الشّهدة، و بفعلها تزداد مشاق الوصول إلى المراد، و بلوغ الهدف الذي تتجسّد فيه عناصر العيش، و مقوّمات الحياة و استمرارها.
This research aims to study the dimensions of honey harvesting in the poetry of Al-
Huthaliyeen who associate talking about honey harvesting by comparing the sweet taste of
honey to a woman's saliva taste. Thus , they demonstrate the pleasure of achieving the
desiredgoalafter toil. In this context , we see them highlight the mixing of honey with pure
water and wine to signify the sublime life they seek to attain. In their poetry , we see them
explore the poor living conditions of the apiarist - his toil and experiencing dangers to get
honey. They explain that in his quest of honey under difficult conditions like the rugged
place , the apiarist offers an image of a poet who strives to accomplish his goal. The
dangers of getting honey are highlighted in Al- Huthaliyeenpoetry. Such dangers increase
the hardships of reaching the goal in which the prerequisites and permanence of life are
represented.
المراجع المستخدمة
عصفور، جابر، الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب، الطبعة الثالثة، دار المركز الثقافي . العربي، بيروت، لبنان، 2000
إبراهيم، نوال مصطفى، الليل في الشعر الجاهلي. دار اليازوردي العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2009 م
عبد الرحمن، نصرت، الصورة الفنية في الشعر الجاهلي في ضوء النقد الحديث. مكتبة الأقصى، عمان، الأردن، 1976 م.
ما زال شعرنا القديم يجذبنا بمعناه و مبناه و أساليبه التصويرية ، و يفتح أمامنا آفاقاً للدِّراسة و البحث ، و ما أكثر ما راد الباحثون شعاب هذا الشعر و ارتقوا حزونه الصُّلبة ، و ما زالوا يجدون في خباياه الكثير و الجديد ، كلَّما تعمَّقوا في قراءته ، و أبح
سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن ظاهرة الثنائيات الضدية التي تجلت في شعر الأحوص الأنصاري متخذة ألوانا شتى, ما بين الإفراد و التركيب أو الصورة التي يقصدها الشاعر لإيجاد عالم متشابك من العلاقات التي تحتضنها اللغة الشعرية.
كما هو معروف أنّ المتنبي شاعر ملأ الآفاق أحدوثةً في شعره و جلالاً في إبداعه و فنّه ، فهو ما يزال ينبوعاً ثرّاً ينهل منه الدارسون لترتوي أقلامهم بحثاً و تنقيباً عن آثاره الإبداعية ليكشفوا سرّ ذلك الإبداع و ما ينطوي عليه من مشاعر نفسيّة خلّاقة جعلته يص
يحاولُ هذا البحثُ، تحليلِ المتنِ الشِّعريِّ، لشاعرٍ من أعلامِ العصرِ الأمويِّ، كان شاعرً الخيال الحسي الذي يهيمن عليه العقلُ و يتناولُ كل قصيدة من قصائده فيعملُ فيها النقدً حتى امتاز شعره ُبمجملهِ بالجزالة و طول النفس و سلامة التعبير و حسن السبك. و ه
يروم هذا البحث مقاربة ظاهرة توظيف الموروث في تجربة عز الدين
المناصرة الشعرية، و بيان دورها في خدمة تلك التجربة، و إضاءة جوانبها من
الناحيتين النظرية و التطبيقية. ففي الناحية الأولى تُبين مفهوم الرمز التراثي، و كيفية توظيفه في النص الشعري. و في النا