ربط الدارسون العرب من فلاسفة وأصوليين و لغويين و بلاغيين بين المعنى
و الصورة الذهنية، فقد رأوا أن المعنى هو الصورة الذهنية التي وضعت بإزائها
الألفاظ و قد كان لابد لفهم مسألة المعنى من أن تُدرس الصورة الذهنية و تُظهر علاقتها بإدراك الواقع الخارجي، و
صلتها باللغة المعبرة عن هذه الصورة، و في هذا البحث محاولة لفهم الصورة الذهنية لدى الدارسين العرب القدماء، و كان لابد للوصول إلى هذا الفهم من إطلالة سريعة على مفهوم الصورة الذهنية لدى الغربيين لتتضح صورتها، و تُفهم في تصورها لدى العرب، و لم يحاول البحث المقارنة بين المفهومين بقدر ما حاول إعطاء تصور كل من الفريقين لهذه المسألة.