Last Question
هناك علاقة متعددة الأطوار بين هرمون النمو و هرموني الدرق و هرمون الكورتيكوستيرون ، فمن ناحية يحفز هرمون النمو افراز تحويل الثيروكسين إلى ثالث يود الثيرونين في الحالة الطبيعية و خصوصاً عند جنين الدجاج قبل الفقس يقوم كل من الثيروكسين و ثالث يود الثيرونين بدور تلقيمي راجع كابح لإفراز هرمون النمو ، و من ناحية أخرى يكون لهرمون النمو دور سلبي في استقلاب الثيروكسين من خلال تثبيط الأنزيم النازع لليود الذي يقوم بتحويل T4 إلى T3 الأكثر فعالية و تنشيط نازعات اليود التي تفكك T4 وT3 إلى الأشكال غير الفعالة بيولوجيا . فمثلاً عند تصويم الطيور يرتفع مستوى هرمون النمو الدموي مما يؤدي إلى انخفاض كمية المستقبلات الكبدية لهذا الهرمون و ذلك بسبب الظاهرة التي تحكم هذا النمط من المستقبلات و التي تدعى بالتثبيط العكسي Down Regulation مما يسمح للعضوية من التقليل من الأثر الحافظ للبروتين الذي يؤديه هرمون النمو مع انخفاض معدل النمو وتكاثر الخلايا لصالح عمليات الهدم و تحلل الدهون للحفاظ على إمداد طاقة مستمر مما يعني القدرة على الاستفادة من بعض البروتينات كمصدر للطاقة و كذلك الدهون بطبيعة الحال كنوع من الحفاظ على العضوية و بنفس الوقت ينخفض مصروف الطاقة الكلي للجسم نتيجة لانخفاض مستويات T3 البلازمية وذلك بسبب كبح المستوى العالي من هرمون النمو لإنتاج الأنزيم النازع لليود في الكبد الذي يحول T4 إلى T3 .و تنشيطه للنمط الثالث من نازعات اليود و التي تقوم بتحويل T4 إلى r-T3 العكوس و غير الفعال و كذلك الذي يقوم بفض T3 و تحويله إلى T2 غير الفعال بيولوجياً و بعد تقديم الطعام للطيور المصومة ينخفض مستوى هرمون النمو و هرمون الثيروكسين T4 المرتفع إلى الوضع الطبيعي و يرتفع كل من T3 و الهرمون الشبيه بالأنسولين IGF-I في الدم . ويعتقد أن الغلوكوز هو المسبب الرئيسي لعودة القيم الطبيعية للهرمونات عند تقديم الطعام بعد الصيام و ذلك من خلال استعادة إظهار T3 و تحويله إلى T2 غير الفعال و T4 و تحويله إلى r-T3 غير الفعال.
...
يفرز هرمون النمو عند الإنسان و الثدييات الأخرى و عند الطيور و الدجاج بشكل نبضي pulsatile خلال ال 24 ساعة بشكل مستمر و لوحظت النبضات عند الإنسان بأن لها ثلاث قمم و أعلى مستوى لها في حالات النوم العميق و في منتصف النهار بينما كانت النبضات عند الدجاج بالمتوسط كل 90 دقيقة .
و يكون إفراز هرمون النمو نبضياً pulsatile و يرتبط نمط افرازه بالنمط الجيني أي بالتركيب الجيني للطائر و الجنس و العمر و درجة الحرارة المحيطة و ظروف التربية و كذلك بمحتويات الخلطة العلفية من الأحماض الأمينية و الطاقة و الفيتامينات و الأملاح، ويتزامن وقت حدوث أعلى معدل كسب وزن نسبي مع أعلى نبضة لهرمون النمو هذا من الناحية التجريبية البحتة حيث يترافق دوماً ارتفاع مستويات هرمون النمو البلازمية مع ارتفاع معدل تصنيع البروتين في الجسم و على الرغم من ذلك لا تستخدم مستويات الهرمون البلازمية أو شكل الافراز النبضي كمؤشر حيوي بشكل دائم على معدل النمو بسبب العوامل المتداخلة الأخرى التي تؤثر على نمط افرازه و كذلك نتيجة الخاصية التي تمتلكها الطيور حيث لوحظ أن السلالات سريعة النمو ذات معدل افراز و مستوى هرمون أدنى من غيرها معاكساً تماماً لما هو عليه عند الثدييات فعلى سبيل المثال لا الحصر تكون مستويات هرمون النمو البلازمية عند الدجاج القزم أعلى من الدجاج الطبيعي و كذلك تكون المستويات أعلى عند الطيور المصومة منها عند الطيور التي تتناول العلف بحرية و كذلك تكون مستويات الهرمون البلازمية أعلى عند سلالات الفروج بطيئة النمو منها عند السلالات سريعة النمو حيث تكون سلالات الفروج بطيئة النمو النسبي ذات معامل تحويل عالي و نسبة دهن أقل و لحم أعلى و مستوى هرمون نمو بلازمي أعلى و تدعي بFeed conversion line-FC بينما تكون سلالات الفروج سريعة النمو و التي تدعى Growth Line-GL و التي تكون ذات سرعة نمو عالية و معامل تحويل أقل و نسبة دهن أعلى و مستويات هرمون نمو بلازمية أقل من السلالات بطيئة النمو و تكون مستويات هرمون النمو أعلى عند الحيوانات الصغيرة منها عند الحيوانات الفتية أو البالغة و ينخفض مستوى هرمون النمو البلازمي و معدل افرازه مع التقدم بالعمر و تستمر الخلايا النخامية في الفص الأمامي للغدة النخامية بإفراز الهرمون طيلة حياة الحيوان الفقاري و يستمر هرمون النمو بلعب دوره كمنظم للاستقلاب الخلوي في حالات الجوع و الإجهاد حيث يعتبر هرمون النمو من هرمونات الإجهاد حيث يرفع الإجهاد من مستويات الهرمون الدموية و التي تؤدي إلى رفع نسبة السكر و الأحماض الدهنية في الدم على الرغم من أن الأثر الرافع لسكر الدم لهرمون النمو لم يلاحظ عند الطيور بشكل واضح و عدا عن نمط الإفراز الطبيعي و العوامل الحاكمة الهرمونية الببتيدية الوطائية الحاكمة و العوامل العصبية المباشرة تؤثر التغذية بشكل كبير على افرازه حيث تؤدي المخمصة و نقص البروتين في علائق الحيوانات إلى ارتفاع كبير في مستوى هرمون النمو في البلازما و كذلك يؤدي نقص السكر في الدم و هبوط مستوى الأحماض الدهنية الحرة في الدم و كذلك الإجهاد الحركي و الإثارة العصبية و الرضح إلى ارتفاع في تركيز هرمون النمو
...
أثبتت العديد من الأبحاث زيادة اصطناع البروتين داخل الخلايا كأثر لهرمون النمو الباني للبروتين Anabolic مع التقليل من معدل هدم البروتين فله أثر حافظ للبروتين و كذلك له دور في تقليل تصنيع الدهون و زيادة تحلل الدهون Catabolic ورفع مستوى الأحماض الدهنية الحرة في الدم فله دور هادم للدهون و يلعب دوره الهادم للدهون من خلال تفعيل أنزيم الليباز الحساس للهرمونات في الخلايا Hormone –Sensitive Lipase و كذلك يزيد هرمون النمو من الشهية و ذلك بسبب رفع حاجة الخلايا للمواد المغذية نتيجة نشاط تصنيع البروتين و ما يلزم ذلك من طاقة و فيتامينات و أملاح .
يزيد هرمون النمو من معدل تصنيع البروتينات في كل خلايا الجسم حيث يعمل على تعزيز قبط الحموض الأمينية في الأغشية الخلوية مما يعزز تصنيع البروتين و يزيد هرمون النمو من تصنيع الحمض الريبي النووي منقوص الأوكسجين DNA داخل الأنوية حيث يحدث زيادة في كميات الحمض الريبي النووي RNA الرسول و الريباسي و يعزز هذا من تركيب البروتين ويزيد من تحرير الحموض الدهنية من النسج الشحمية و أكسدة الحموض الدهنية ويقلل من تصنيع الدهن و تنخفض حجم الخلايا الدهنية و يزيد من تصنيع الغليكوجين في الخلايا ويؤدي إل رفع نسبة الغلوكوز في البلازما ويزيد من ترسيب الكلس و الفوسفور في العظام و يؤدي إلى احتباس الصوديوم و البوتاسيوم في العضوية .
و يقلل هرمون النمو من تحلل بروتين الخلايا الخلوي حتى في حالة عوز الطاقة في الخلايا عند التصويم حيث يشجع تحلل الدهون و أكسدة الحموض الدهنية لإنتاج الطاقة و باختصار فإن هرمون النمو يقوم بتعزيز نقل الأحماض الأمينية للخلايا و في نفس الوقت يجهز الأنظمة الأنزيمية لتكوين البروتين و يحفظ البروتين الخلوي من التفكك خلال عوز الطاقة و كذلك من التدوير الخلوي للمكونات الخلوية من خلال تشجيع مسارات الاستقلاب المعتمدة على الحموض الدهنية الحرة لإنتاج الطاقة.
و لهرمون النمو على استقلاب السكريات أربعة أثار رئيسية حيث يقلل من استعمال الغلوكوز لتوليد الطاقة (و ذلك بسبب تشجيعه استخدام الحموض الدهنية الحرة المحررة من الخلايا الشحمية) و هذا عده الباحثين من أهم آثار هذا الهرمون و لم تتضح الآلية الكاملة لحدوث هذا الأثر، يعزز من تركيب الغليكوجين داخل الخلايا و ذلك لأنها لا تستخدم الغلوكوز و لذلك تصبح مشبعة به و هذا يحدث في الدقائق الأولى لتنبيه هرمون النمو للخلايا، و بعد ذلك يقلل من قبط الخلايا للغلوكوز مما يرفع مستواه بالدم مما يستحث افراز هرمون الأنسولين بشكل غير مباشر علاوة على أثر هرمون النمو المباشر في زيادة افراز هرمون الأنسولين مما يرفع مستوى هرمون الأنسولين و السكر في الدم لم تلاحظ هذه الحالة عند الطيور بشكل مستمر حيث كانت نتائج الأبحاث متناقضة حيث بينت الأثر قصير الأمد لهرمون النمو حيث أدى حقن هرمون النمو البقري عند الأجنة إلى رفع مستو الغلوكوز في الدم و لم يؤدي إلى رفعه عند الطيور البالغة و كذلك حقن هرمون النمو الخنزيري عند الديوك غير البالغة لم يؤدي إلى رفع مستوى الغلوكوز بالدم و لم يؤثر على مستوى الغليكوجين في الخلايا الكبدية لكنه رفع مستوى الغليكوجين في خلايا عضلة القلب .
لوحظ أن السلالات ذات الإفراز العالي لهرمون النمو تكون أقل شهية و شراهة لتناول الطعام من السلالات منخفضة الإفراز، حيث لوحظ عند الدجاج أنه كابح للشهية بمستويات عالية تصل إلى ضعف المستوى الطبيعي مثلما هو الحال عند الثدييات و الإنسان حيث يحرض الجوع من افرازه و كذلك يؤدي إفرازه فيما بعد إلى التوقف عن تناول الطعام.
...
تظهر الدراسات أن هرمون النمو يتواجد في اليوم 11-13 من العمر الجنيني و يزداد تركيزه قبل الفقس بقليل و يستمر بالزيادة بعد الفقس حتى يصل قمته ثم ينخفض مستواه حتى يصل المستويات التي تلاحظ عند الطيور البالغة .أما بالنسبة لتطور إظهار مستقبلة هرمون النمو في الكبد GHR-Growth hormone Receptor فيبدأ ظهور المستقبلة على السطح الخلوي بعمر 17-19 من التحضين ثم يزداد تدريجياً حتى يصل إلى قمته مع بدايات البلوغ الجنسي. و على الرغم من كون النمو الجنيني عند الطيور مشابه لما هو عليه عند الثدييات( مستقل عن هرمون النمو) إلا أنه يبدأ تأثيره على تحفيز النمو عند تفعيل المحور الوطائي النخامي و يتجلى ذلك من خلال ترافق زيادة مستويات هرمون النمو مع زيادة الرنا الرسول الكبدي الخاص بتصنيع مستقبلة هرمون النمو و ذلك بعد الفقس. هذا وإن وجود اظهار سوي من مستقبلة هرمون النمو ضروري للنمو السوي حيث يلاحظ التقزم و تأخر النمو عند الدجاج في حال وجود خلل وراثي في مستقبلة هرمون النمو كما هو الحال عند الدجاج القزمي و كذلك يؤدي الإظهار الزائد لمستقبلة هرمون النمو إلى زيادة النمو كما هو ملاحظ عند ذكور دجاج اللحم سريع النمو بالمقارنة مع الدجاج بطيئ النمو ، ومن الجدير بالذكر هو خاصية مستقبلة هرمون النمو بالتأثر بالتنظيم العكسي Down regulation حيث ينخفض عدد المستقبلات مع ارتفاع مستوى الهرمونات الدموية ويزداد عددها مع انخفاض مستويات الهرمون الدموية. فقد لوحظ ارتفاع في عدد المستقبلات الهرمونية في الخلايا الكبدية عند الدجاج المستأصل منه الغدة النخامية انخفاض عددها عند حقن الهرمون لكل من الدجاج المستأصل منه الغدة النخامية و الدجاج السليم . وبالتالي فإن وجود مستويات كافية من هرمون النمو مع تعبير جنيني طبيعي لمستقبلة هرمون النمو ضروري لإحداث الأثر المطلوب لهرمون النمو.
وهذه المستقبلة تتعطل عند المستويات العالية للهرمون في الدم ، حيث يرتبط هرمون النمو مع المستقبلة بشكل ثنائيات 2:1 في الحالة الطبيعية و تتكون المستقبلة من قطعتين متنافرتين يجمع بينهما جزيء واحد من هرمون النمو عند الارتباط مما يؤدي إلى تفعيل المسارات الاستقلابية الخاصة بتأثير هرمون النمو و لكن عندما تكون كمية هرمون النمو كبيرة في الوسط المحيط بالخلية فإن الارتباط ينقلـــــــب ليصبح 1:1 حيث يرتبط كل جزء مع المستقبلة مع جزيء واحد من هرمون النمو و هذا الارتباط غير فعال ولا يؤدي إلى تفعيل المســــارات الاستقلابية الخاصــة بهرمون النــــــــــــمو و بالتالي لا تــؤدي التراكيــــز العالية إلى إحــــداث الأثر الفيـــــــزيولوجي المطــــلوب .
وكما هو الحال في جميع الهرمونات التي تفرز من الفص الأمامي للغدة النخامية (النخامى الغدية) يتم التحكم بإفراز هرمون النمو بواسطة العوامل الحاثة للإفراز و العوامل الكابحة له حيث يتم تصنيعها في أجسام الخلايا المفرزة العصبية في الوطاء و تنقل هذه الهرمونات عبر محاور هذه الخلايا العصبية إلى نهاياتها المفرزة في البروز المنصف و هي عبارة عن ببتيدات تفرز من الوطاء و تنتقل إلى النخامة الغدية عن طريق الأوعية الدموية(الشبكة الوطائية البابية) و كذلك بواسطة النواقل العصبية التي تؤثر على افرازه بشكل مباشر و التي تتأثر بجملة من الهرمونات المحيطية و المؤثرات العصبية .
و ويتم افراز هذه الهرمونات استجابة لمنبهات نوعية و منها التنبيه العصبي المباشر. والهرمون الببتيدي الحاث لإفراز هرمون النمو هو GHRH الهرمون الحاث لإفراز هرمون النمو وكذلك يحث الهرمون الحاث لإفراز موجه الدرقTRH من افرازه و الهرمون الببتيدي الكابح لإفراز هرمون النمو يدعى سوماتوستاتين Somatostatin و يفرز من الخلايا الجسمية ، وفي دراسات جديدة تبين أن هرمون النمو يفرز من القناة التناسلية صرة فابيريشيوس عند الدجاج و يلعب دورا كهرمون موضعي و جهازي حيث يساهم في تطورهما و يشابه في تركيبه هرمون النمو حتى أن الجين المسؤول عن تشكيله يشابه جين هرمون النمو.
و على الرغم من الدراسات المستفيضة حول دور هرمون النمو إلا أنه ما تزال آثاره معقدة جداً و معظم آثاره غير معروفة بشكل دقيق و هناك بعض الجدل حول أهمية بعض الهرمونات الوطائية الأخرى في التحكم بإفراز هرمون النمو، حيث تختلف أهميتها ما بين الحيوانات و حتى ضمن النوع الواحد فمثلا عند الدجاج تختلف فعالية الهرمون الحاث للموجهة الدرقية عند الصيصان في تحفيز افراز هرمون النمو بالتجارب على الصيصان أو حتى على المزارع الخلوية للنخامة الغدية في تحفيز افراز هرمون النمو بينما لا يلاحظ نفس الأثر على الديوك البالغة .
ولوحظ تأثير تآزري لكل من الهرمون الحاث لإفراز هرمون النمو GHRH مع الهرمون الحاث للموجهة الدرقية TRH و كما هو الحال بالنسبة للهرمونات الببتيدية المفرزة من الوطاء و التي تتحكم بإفراز هرمون النمو هناك أدلة قوية تبرهن على دور الوسائط الكيميائية العصبية في لعب دور منظم لإفراز هرمون النمو عند الدجاج، حيث يلعب الأدرينالين و النورأدرينالين دوراً محفزاً من خلال التأثير على افراز GHRH أو TRH أو GHRIH السوماتوستاتين من النهايات العصبية للخلايا المفرزة الوطائية، و كذلك يبدو أن هناك دور كابح للسيروتونين على افراز هرمون النمو من خلال التأثير المباشر على الخلايا النخامة الغدية المفرزة لهرمون النمو
و يتحكم بافراز هرمون النمو عدد الخلايا المفرزة للهرمون في النخامة الغدية و كمية الهرمون المشكل داخل الخلايا و هذا يعتمد على التعبير الجيني عن هرمون النمو(تصنيع الهرمون) ويحرض هرمون الغريلين Ghrelin المفرز من ظهارة المعدة في حال الجوع افراز هرمون النمو و من المحتمل أن يكون هناك دور لهرمون اللبتين Leptinفي تحريض افراز هرمون النمو.و يتثبط افراز هرمون النمو من خلال التغذية الراجعة للهرمونات التي يزيد هرمون النمو من تشكيلها مثل هرمون النمو الشبيه بالأنسولين النمط ILGF-1 و هرمون التري ايود ثيريونين
...
تم التعرف على بنيته الكيمائية بشكل جيد في كل الطيور و الثدييات المدروسة و هو عبارة عن بروتين يحوي على سلسة واحدة من الأحماض الأمينية حوالى 191 حمض أميني عند الدجاج مع رابطتين ثنائية الكبريت من أجل الحفاظ على البنية الرباعية الفراغية للبروتين. و يتشابه جزء كبير منها مع الأنواع الطيرية و الثديية و الفقارية الأخرى حيث أن هناك تطابق في جزء كبير من سلسلة الأحماض الأمينية في عدة مواضع ، و عند الدجاج وجد أن هناك أربع أشكال متغايرة لهرمون النمو في أربعة مواضع و تمت دراسة أثرها على النواحي الإنتاجية و أهمها حجم دهن البطن و العمر عند وضع اول بيضة و مقاومة الأمراض وقد دفع هذا بالباحثين إلى افتراض دور لها في تفسير الاختلافات في المعاملات الإنتاجية المختلفة عند الدجاج بين السلالات المختلفة و الهجن المحسنة .
...
منذ بدايات القرن الماضي كانت الأبحاث موجهة إلى دراسة الأثر الناتج عن استئصال الغدة النخامية أو تخريبها ثم اعطاء خلاصة الغدة النخامية حقناً تحت الجلد أو عن طريق الفم وملاحظة الأثار الناجمة عن الاستئصال أو التخريب و كذلك الأثار الناتجة عن إعادة اعطاء خلاصة النخامية، حيث لوحظ التقزم على الرغم من الاستمرار بالزيادة بالوزن عند استئصال الغدة النخامية عند الدجاج بعمر 8-9 أسابيع, وكذلك تراجع معدل استهلاك العلف و النمو العظمي عند استئصالها بعمر 3-4 أسابيع، حيث اقترح الباحثون ووجود عامل نمو مشابه لما هو موجود عند الثديات.
و تبين من خلال الأبحاث وجود خصوصية للنوع حيث لم يؤدي إعطاء هرمون النمو البقري أو الخنزيري للصيصان مستأصلة النخامية إلى استعادة كسب الوزن أو احتباس النتروجين عند الصيصان في حين أدى اعطاء بودرة النخامية الدجاجية إلى تحسن نمو العظام و النمو الكلي و احتباس النتروجين و استعادة معظم خواص النمو بالمقارنة مع السليمة و بالمقابل أثبتت الأبحاث وجود تشابه مصلي مستضدي لهرمون النمو الدجاجي مع هرمون النمو عند الثدييات ، و غيره من الأنواع الفقارية المختلفة .
...
تتحكم مجموعة من العوامل المعقدة بالنمو عند الحيوانات الأهلية و غيرها من الحيوانات و هذه العوامل تتضمن العوامل البيئية و العوامل الوراثية و التغذية مع العوامل الفيزيولوجية المتداخلة و من ضمنها العوامل الهرمونية.
و يبدو أن العوامل الهرمونية التي تتحكم داخليا بعملية النمو يمكن تقسيمها حسب الأهمية إلى مجموعتين
المجموعة الأساسية:
- هرمون النمو
- الثيروكسين و ثالث يود الثيرونين.
- السوماتوميدين
- الستيروئيدات ( الأندروجينات- الإستروجينات- القشرانيات السكرية).
و المجموعة الأقل أهمية:
- عوامل النمو الخاصة بالنسيج( عامل نمو الظهارات- و عامل نمو الأعصاب).
- الأنسولين.
- البرولاكتين
- مستقلبات فيتامين د.
...
دخلت صناعة الدواجن إلى العالم العربي بعد عودة المغتربين اللبنانيين الذين عادوا إلى الوطن من أمريكا عام 1955 و بدأوا بإنشاء المزارع الحديثة في منطقة البقاع و أنشأت الشركات الأجنبية وكالات لها في منطقة الشرق الأوسط اتخذت مقراً لها في بيروت و في عام 1966 بدأت صناعة الدواجن في سوريا بشكل مؤسسي.( 1974 وفقاً للمرسوم الجمهوري رقم 391المؤسسة العامة للدواجن تأسيسها في سوريا).
وفي بلادنا لم تجرى محاولات مؤسسية للتحسين الوراثي للدجاج كمراكز أبحاث كما هو الحال في مجال تحسين الأغنام و الأبقار و الماعز الشامي و البقر الشامي و الجمال التي حققت مكاسب هامة للمجتمع و الدولة على حد سواء و كان التركيز الأكبر حول التربية الحديثة للهجن المحسنة المستوردة حصراً و هذا ما يفتح الباب للاهتمام بالدواجن المحلية و تحسين الصفات للوصول إلى سلالة خاصة محلية مثلما هو الحال في الدول العربية المجاورة كسلالة الفاو في العراق و كذلك الفيومي في مصر و ذلك للأهمية البالغة لتحسين مثل هذه المجاميع الوراثية لما في ذلك من منفعة و كسب للمجتمع و الدولة على حد سواء.
...
قبل التعمق في دور الهرمونات في النمو و الاستقلاب عند الطيور بشكل عام و الدجاج المستأنس بشكل خاص لابد من التعريج على مواصفات السلالات الحالية للطيور بشكل عام حيث ينقسم الدجاج الموجود في العالم إلى سلالات دجاج هجين محسن لإنتاج اللحم أو هجين محسن لإنتاج البيض و السلالات الأصلية النقية أو غير النقية مثل الدجاج البلدي الموجود حول العالم و منها الدجاج الموجود في بلادنا.
طيور الفروج هو عبارة عن طيور الدجاج التي تربى من أجل لحمها و تدعى بدجاج اللحم في المصطلح العربي أو هجين انتاج اللحم بالمصطلح العلمي و هو عبارة عن هجين من أكثر من سلالة و الفروج الشائع لون ريشه أبيض مع لون جلد اصفر او أبيض و تصل معظم الهجن التجارية لوزن التسويق بعمر 5-7 اسابيع هذ بالنسبة للفروج سريع النمو أما بالنسبة للهجن بطيئة النمو فتصل لوزن التسويق بعمر 14 أسبوع.
و تعتبر تحت نوع من طير الغابة الأحمر و احتفظت على قدرتها مع التزاوج الطبيعي مع هذا النوع من الدجاج مما يدعم الأصل المشترك الواحد لكل الدجاج المستأنس . و أول استئناس للدجاج كان في شبه القارة الهندية من أجل صراع الديوك و من ثم انتشر إلى آسيا و افريقيا و أوروبا و لم توجد أدلة تشير إلى استئناس الدجاج من أجل البيض او اللحم و تشير الدراسات الجينية إلى أن الأصل المشترك لكل الدجاج يحوي كل الجينات المتوزعة في الدجاج الموجود حالياً و حديثاً من خلال احدى الدراسات تبين أن الجين المسؤول عن اللون الأصفر للجلد وجد في دجاج الغابة الرمادي .
...
النمو هو ظاهرة طبيعية حتمية الحدوث معقدة الأسباب تحدث لكل الكائنات الحية و كل الحيوانات الفقارية و الحيوانات الزراعية و الدواجن، و يتأثر النمو بالعوامل الوراثية و العوامل البيئية بما فيها التغذية المناسبة المتوازنة، و تعد الهرمونات عوامل منظمة لعملية النمو مثل هرمون النمو و عوامل النمو الشبيهة بالأنسولين و هرمونات الدرق و الأندروجينات و الاستروجينات و الهرمونات القشرية و تتجلى بزيادة الطول و الحجم و الوزن.
و بالمقارنة ما بين الحيوانات المختلفة يمتلك الدجاج أعلى سرعة نمو و قد يكون ذلك بسبب الانتخاب الذي رافق الاستئناس عبر الزمن .
و السبب وراء الاهتمام بظاهرة النمو هو كون الفترة الإنتاجية التي تعتمد عليها تربية الفروج هي مرحلة النمو المبكر بعد الفقس و تستمر حتى وصول الطيور إلى وزن التسويق الذي لم يعد يرتبط كثيراً بالفترة الزمنية المعتادة منذ عشرة سنوات حيث أصبحت السلالات الحالية تصل إلى وزن 2 كغ بعمر أقل من ستة اسابيع تقريبا.
و تفيد مقارنة النمو النسبي بين السلالات المخلتفة للدجاج في معرفة التكيف الحاصل في الصفات الشكلية و الوظيفة الفيزيولوجية .
...