أدت اكتشافات حقول الغاز في منطقة شرق المتوسط إلى العديد من ردود الأفعال الإقليمية المتباينة؛ ما بين مرحب بتلك الحقول باعتبارها نواة لتعاون إقليمي بين دول شرق المتوسط، وما بين توقعات باندلاع صراعات حول تلك الحقول وتداخل نفوذ الدول الكبرى في المنطقة، في مقدمتها: روسيا والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وسورية وتركيا، ولبنان وفلسطين. يسلط هذا البحث الضوء على الاكتشافات الغازية الجديدة في دول شرق المتوسط وأثرها الجيوسياسي على علاقات الدول الكبرى مع المنطقة. حيث هدفت الدراسة إلى تبيان الحقائق الجيوسياسية والطاقية الكامنة وراء الحرب الكونية على سورية وما هو دورها في رسم السياسات والاستراتيجيات الدولية المستقبلية، متبعة المنهج الوصفي التحليلي لتوصيف الصورة الحقيقية وراء استراتيجيات الدول الأطراف التي تناولها البحث مبيناً أثر الاكتشافات الغازية في رسم تلك الاستراتيجيات. خلصت الدراسة إلى أن منطقة الشرق الأوسط تحتضن أهم الثروات وأعتى المعارك، إذ ليس باستطاعة أي من الأطراف منفرداً العمل على إنهاء الصراع سياسياً أو عسكرياً، إنما يتطلب الأمر تنسيقاً على مستوى المصالح الدولية لكل طرف على اعتبار أن المنطقة ليست سوى ساحة تستضيف جملة من الأهداف والمصالح المتعارضة لكبرى دول العالم.