يبدو أن الرواقيين لم يربطوا بصفة جلية نظرية اللغة بنظرية العلامات. أما عن اللغة اللفظية فهم يميزون بوضوح بين "العبارة" و"المضمون" "المرجع" . فبخصوص العبارة فإنهم لم يعمقوا فحسب التقطع المتعدد، بل ميزوا بين الصوت المجرد الذي تصدره الحنجرة والعضلات النطقية والعنصر اللغوي المركب والكلمة ذاتها التي لا تقوم إلآ إذا كانت موصولا بمضمون وقابلة للاتصال به ٠ كأن نقول، على طريقة سوسور، يقول أغسطين "مقتفياً أثر الرواقين" إن العلامة اللغوية هي شيء ذو وجهين "قول ومضمون". "قولاً" تلك ،الكلمة المنطوقة، التي ليست فحسب ((إصدار صوت)) بل بالإمكان إدراك معناها والتعرف عليها لأنها مرتبطة بكلمة العقل. وبالنسبة إلى الرواقيين فإن ما يحدث للهمجيين هو أنهم يتلقون الصوت المادي ولكن من دون أن يتعرفوا عليه باعتباره كلمة. ليس لأنهم لا يملكون ذهنيأ فكرة متطابقة، ولكن لأنهم لا يعرفون القاعدة التعالقية٠ وفي هذا الخصوص يذهب الرواقيون أبعد من سابقيهم ويميزون الطبيعة "المؤقتة" وغير المستقرة للوظيفة السيميائية (يمكن أن يكون المضمون نفسه كلمة بتعبير في لغة مختلفة). يوحي الرواقيون بأن المضمون هو شيء (غير مادي).
research.noReferences